سام تكشف عن سجن في المنطقة العسكرية الأولى بحضرموت يتعرض فيه المعتقلون للتعذيب الشديد والإهانة دون تهم أو محاکمات
  • 16/11/2018
  •  https://samrl.org/l?a3783 
    منظمة سام |

    اليمن - کشفت منظمة سام للحقوق والحريات ومقرها جنيف، عن توثيقها لتعرض معتقلين في سجن المنطقة العسكرية الأولى في سيئون جنوب شرق اليمن، والذي يخضع لقوات التحالف العربي والحكومة اليمينة الرسمية، للتعذيب الجسدي بصورة بشعة وللمعاملة القاسية والمهينة، وقالت سام "إن عشرات المعتقلين داخل السجن لا يعرف مصيرهم في ظل حالات الإخفاء القسري والتعذيب المتعمد وتمديد اعتقالهم دون عرضهم على المحكمة فضلا عن منعهم من تلقي العلاج المناسب أو السماح لعائلاتهم بزيارتهم."

    وحصلت سام على معلومات تؤكد أن المعتقلين يقبعون في سجن يسمي "سجن الطين"، وهو سجن قديم مهجور منذ 2006، ويقع في منطقة مريمة بمنطقة سيئون، ويبعد عن السجن المركزي الجديد قرابة 500 قدم، ويخضع فيه المعتقلون للتحقيق لفترات طويلة، على يد محققين سعوديين "قساة"، ويشرف على المعتقل شخصان أحدهما یکنی أبو سالم والثاني يلقب بالخالدي إضافة إلى قائد المنطقة العسكرية الأولى.

    ولفتت سام في بيان صحفي أصدرته اليوم 16 نوفمبر 2018، إلى أن أغلب المعتقلين الذين تلقت المنظمة بلاغات عنهم، قد تم اعتقالهم من قبل الأجهزة العسكرية التابعة للمنطقة العسكرية الأولى دون أوامر قضائية أو مبررات قانونية، مشيرة إلى أن معظمهم اعتقلوا من الطرقات العامة أو من الأسواق، ثم تم إخفاؤهم لمدة عام كامل في بعض الحالات، دون أن تعرف عائلاتهم شيئا عنهم.

    وبينت سام أن أغلب من يتم اعتقالهم توجه لهم "بشكل غير رسمي" تهمة تتعلق بالإرهاب والانتماء لتنظيم القاعدة دون أن يحظوا بمحاكمات عادلة، فيما يحتجز بعض المعتقلين كرهائن من أجل إجبار أهاليهم أو أبنائهم المطلوبين على تسليم أنفسهم للقوات العسكرية.

    وحصلت سام على شكوى من أحد المعتقلين قال فيها: "عامل کالأغنام، لاكرامة لنا، فنحن نتعرض للسب والضرب والعزل الانفرادي، والصعق بالكهرباء والرش بالماء البارد جدا في فصل الشتاء ."

    فيما قال أحد أقارب المعتقلين والذي تمكن من زيارة قريبه بعد عام كامل من الإخفاء القسري: "أثناء زيارتي، وجدته يعاني من حالة نفسية صعبة ووجهه نحيل ويعاني من آثار القيود الحديدية التي ترافقه منذ أول يوم من اعتقاله."

    وفي شهادة رواها (س. م) لفريق سام، وهو معتقل سابق منذ العام 2016، قال: كان أخي مطلوبا بتهمة الانتماء لتنظيم القاعدة، فتم مداهمة منزلنا، وحين لم يكن أخي المطلوب موجودة تم اعتقالي أنا واثنين من أشقائي وزوجة أخي المطلوب "کرهائن" كما هددوا زوجة أخي بالتصوير، ووضع أحدهم مسدسه الشخصي برأس الطفل وتهديد زوجة أخي بقتل الطفل إذا لم تخبرهم أين يتواجد زوجها.

    وأضاف (س.م): "بعد قرابة 40 يوما، تم إطلاق سراح شقيقي الأكبر، ثم تم اعتقاله مجددا مرة أخرى، وهو معتقل حتی اليوم دون تهمة ودون إجراء تحقيق معه، بدعوى الاحترازات الأمنية". وواصل: "على الرغم من أن السلطات تمکنت من إلقاء القبض على شقيقنا المطلوب بعد شهرين من اعتقالنا، غير أنها لم تفرج عني وعن الآخرين، والذين كان تم احتجازنا كرهائن للضغط عليه، إلا بعد 11 شهرا من الاعتقال."

    وأوضح (س. م) في شهادته لسام تعرضه وشقيقيه للمعاملة القاسية والمهينة، والتعذيب النفسي الممنهج، إضافة إلى سرقة أموالهم بعد التواصل مع أهلهم لطلب المال بدون علمهم بينما كانوا في السجن، وتابع: "كانوا يأخذوننا معصوبي الأعين، ويخبروننا بأنه صدر بحقنا حكم إعدام، ويجعلوننا نعيش في جو من الخوف والرعب، ثم يرجعوننا إلى الزنزانة."

    وأوضحت منظمة سام، والتي تتخذ من جنيف مقرا لها، أن الاعتقال والتعذيب في سجن المنطقة العسكرية الأولى طال حتى الأطفال، في انتهاك صارخ لاتفاقية حماية الطفل، مشيرة إلى اعتقال "سامي فرج بخيت الزبيدي" والذي اعتقل قبل عامين، بينما كان في الخامسة عشر من العمر، وبحسب والده، فإن نجله تعرض للضرب المبرح بالأسلاك الحديدية والعصي إضافة إلى السب والشتم والإهانات، فضلا عن وضعه في المياه الباردة في فصل الشتاء.

    وفي مارس 2015، اعتقل الطفلان سلطان غالب عمرعلي بن علي جابر، وعبدالله وائل عمر علي بن علي، وكان سلطان حينها يبلغ من العمر (16) عاما، وعبد الله (17) عاما.

    يقول أحد أقارب الطفلان لسام: "يعانيان في معتقلهما من حالة نفسية، وكان وجهيهما عند زياتهما نحيلان ويعانيان من القيود الحديدية، واشتكيا من تعرضهما للضرب المبرح والصعق الكهربائي"

    وحول زيارة المعتقلين ووضعهم الصحي، قالت سام إنها تلقت عددا من الشكاوى من عائلات المعتقلين، تفيد بحرمانهم من زيارة أبنائهم إلا بعد معاناة شاقة ومتابعات مستمرة لدى قيادة المنطقة العسكرية الأولى واللجنة الأمنية.

    وقال أحد الأهالي لفريق سام إنه لم يسمح له بزيارة نجليه سوى لمدة نصف ساعة خلال 3 سنوات! |

    وقالت سام إن حالة المعتقلين بشكل عام سيئة، حيث يعاني بعضهم من أمراض وأورام مختلفة ولم يتلقوا العلاج المناسب والملائم بسبب منعهم من قبل إدارة السجن من الخروج، عدا عن عدم معرفة أهلهم بوضعهم الصحي بسبب  انقطاع الزيارة

    وأفاد أحد أقارب المتعقل (بن طالب) أنه يعاني من ورم في الرأس وقد قررت له عملية وأجلت بسبب تأخر إخراجه من معتقلة للعلاج، وأضاف "حاليا لا نعلم عن وضعه الصحي وهل أجريت له العملية أم لا، فلم نستطيع زيارته منذ خمسةأشهر!

    وكشفت سام أن المعتقلين داخل سجن سيئون خاضوا إضرابين مفتوحين عن الطعام بسبب سوء المعاملة وللفت أنظار العالم إلى معاناتهم ولمطالبة التحالف السعودي الإماراتي والمنطقة العسكرية الأولى بتحقيق مطالبهم التي حددها المضربون باحالتهم للقضاء للنظر في قضاياهم، وفك القيود الحديدية التي وضعت على أرجلهم منذ دخولهم السجن، والسماح لأهاليهم بزيارتهم والاتصال بهم وتوفير العناية الطبية للسجناء وتحسين التغذية.

    ويتعرض المعتقلون للتعذيب، حيث حصلت سام على شهادة معتقل سابق قال فيها أن المعتقلين احتجوا في يوم من الأيام على تعرضهم للشتائم من أحد جنود الحراسة وطلبوا حضور مسئول من التحالف الذي يشرف على سجنهم، لكنهم تعرضوا لحفلة تعذيب صباح اليوم التالي على يد قوة من الشرطة العسكرية يقودها ضابطان هما "مصطفى المحيا" و"عبد الله الأشول"، واعتدوا بشكل متوالي على السجناء "علي كلكلي، يسلم المنصوري، جلهم الكثيري، محمود الشميري، سامي الزبيدي، سلطان بن علي جابر"، حيث تعرض كل منهم للضرب بالهراوات على انفراد حتی يفقد الوعي ثم عاد إلى زنزانته وتخرج الضحية التالية، ثم نقلوا إلى غرفة تحقيق جماعية في مركز الشرطة العسكرية، تعرضوا فيها للتعذيب مجددا بالصعق بالكهرباء، ثم أمروهم بالتعهد بعدم المشاركة في أي احتجاجات أو إضراب، ولم يتمكن صاحب الشهادة من تحديد تاريخ الواقعة بسبب ظروف السجن وعزلهم عن العالم الخارجي.

    ودعت منظمة سام السلطات اليمنية للإفراج الفوري عن المحتجزين تعسفا وتوقف الإخفاء القسري والعمل على تفعيل دور القضاء في النظر في كل القضايا المنسوبة للمعتقلين وفقا للضمانات والإجراءات المنصوص عليها في القانون الدولي، وضرورة تفعيل مبدأ المساءلة وفتح تحقق جدي مع المسؤولين المتورطين في الاعتقالات التعسفية والاخفاء القسري والتعذيب.

    ودعت سام المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن، "مارتن غريفيث" إلى الضغط على قوات التحالف والسلطة اليمنية الرسمية لتلبية مطالب المعتقلين العادلة، مؤكدة على تعزيز دور فريق خبراء الأمم المتحدة البارزين بشأن الانتهاكات التي ترتكب في سجون القوات الحكومية والتحالف العربي والذي أكد "وجود احتمال قوي بأن تكون قوات اليمن، والسعودية، والإمارات متورطة جديا في انتهاكات متعلقة بالمحتجزين، قد ترقى إلى مصاف جرائم حرب"

    وشددت سام على واجب المجتمع الدولي، ولا سيما الدول الأوروبية التي تتمتع بعلاقات جيدة مع قوات التحالف، والولايات المتحدة، للعمل على إنهاء معاناة المعتقلين في سجن المنطقة العسكرية الأولى وضمان معاملتهم وفق قواعد اتفاقيات جنيف وقواعد الأمم المتحدة النموذجية الدنيا لمعاملة السجناء.

    منظمة سام للحقوق والحريات، جنیف

    16نوفمبر 2018


  •  
    جميع الحقوق محفوظة لمنظمة سام © 2023، تصميم وتطوير