أشد العذاب
كتلة بشرية تتألم وتبكي
  • 26/12/2024
  •  https://samrl.org/l?a5446 
    منظمة سام |

    الاسم: جمال المعمري
    جهة الاعتقال: جماعة الحوثي وقوات صالح
    تاريخ الاعتقال: مارس 2015

    حاولت مقابلة زوجها والعثور عليه عند الحوثيين، تمكنت بصعوبة بالغة من الوصول إليه بعد شهرين، إذ كان زوجها جمال المعمري مقعداً على كرسي متحرك، لم تعرفه في أول الأمر، كان حين اعتقاله سليماً معافى، صحيح الجسم نشيط الحركة. كيف تحول إلى شخص ناحل الجسم مشلول الحركة؟ ارتبكت زوجته لأول مرة بعد اعتقاله، ربما ليس هو، تأكدت أنه هو من نبرة صوته وهو يخبرها تفاصيل المأساة التي حلت به: أخبرها أنه تعرض للتعذيب بالكهرباء وأنهم كانوا يمدون جسمه ويضعون عليه متكآت ويجلسون عليه ليلوكوا القات فوق ظهره، كما أنهم ثقبوا عموده الفقري بالمثقاب المخصص للحديد والجدران.
    صار الشيخ المعمري مشلولاً، لا يستطيع الذهاب للحمام لقضاء حاجته، فيستخدم الحفاظات المخصصة للمقعدين.
    هل عرفت زوجة الشيخ جمال المعمري سبب رفض الحوثيين ورجالات الرئيس السابق علي صالح، لطلبها بزيارة زوجها لمدة شهرين؟
    كانوا يقصمون ظهره وبعد أن تمكنوا من ذلك قبلوا الطلب؛ أحضروه على كرسي متحرك، القدمان محترقتان، اليسرى متورمة، يوضح الطبيب عبدالقادر الجنيد، الذي كان معتقلاً هو الآخر رفقة الشيخ جمال المعمري، والذي ساهم في معالجته، أن احتراق قدمي جمال كانت بسبب تعذيبه بالكهرباء.
    الصعق الكهربائي الذي تعرض له الشيخ، له صلة بالإضاءة التي وصلت منطقة الرجل، فقد انتشر اسم جمال المعمري بانتشار أضواء الكهرباء التي وصلت عزلة «عيال يزيد» التابعة لمحافظة عمران، فهو من سعى لإيصال تلك الخدمة ومتابعتها في أروقة المؤسسات الحكومية قبل الحرب، سطع اسم الشيخ المعمري وأحبه الناس، إلا أن هناك من لم يرقه المكانة الاجتماعية التي تتحقق للمعمري بسبب خدمته للناس، فظل يكيد المكائد لإطفاء الضوء.
    اندلعت الحرب، وانخرط في صفوف جماعة الحوثي أولئك الذين دخلوا بمماحكات مع الشيخ المعمري، وحين اقتحمت جماعة الحوثي صنعاء كان أولئك الأشخاص قد أصبحوا قيادات في صفوف الحوثيين، وحان الوقت لتأديب الرجل الذي كان في أحد الفنادق بشارع المطار بصنعاء مع زوجته وطفلاته الثلاث، توقفت ست سيارات عسكرية مكتظة بالمسلحين عند مدخل الفندق، هرع المسلحون ناحية المكان، دب الخوف في نفس المرأة وارتفع صوت بكاء الطفلات، اقتاد المسلحون الشيخ جمال إلى مكانين.
    نقل المسلحون جمال المعمري أولًا إلى معتقل اسمه السجن المخفي، وهو بدروم في فلة علي محسن، بعد اقتحامهم لمنازل القيادات الذين يرونهم خصوماً، ومن تلك المنازل فلة نائب الرئيس وقتئذ، وقائد المنطقة العسكرية الشمالية الغربية التي خاضت ست حروب مع جماعة الحوثي.
    في اليوم نفسه نهبوا سيارة المعمري بالإضافة إلى نهب منزل أخيه جوار المطار الجديد.
    بقي المعمري 20 يوماً، في معتقل الفلة، قبل نقله إلى سجن الأمن القومي في منطقة صرف، وطوال شهر ونصف تعرض للتعذيب حتى فقد القدرة على الحركة، اليدان مقيدتان إلى الخلف، يمدونه كفرش ثم يجلسون على ظهره لتعاطي القات، أدخلوا "شالا" بين إبطيه وذراعيه، يقوم أحد المعذبين بسحبه بالشال من عند رأسه على الأرض، وفي نفس الوقت يسحبه شخص آخر من عند كاحليه.
    سحب المسلحان المعمري، نزولاً وصعوداً على درج السلم، وشخص ثالث كان يقوم بركله على جانب مؤخرته؛ أدى هذا العنف إلى قطع أعصاب الضفيرة العضدية للذراع الأيسر، وإلى تلف عصب النسا في منطقة «الإلية»، ليصاب المعمري بشلل طرفي في الجانب الأيسر من جسمه.
    وفقا للطبيب، الجنيد، الذي كان معتقلاً في السجن نفسه، فقد تعرض المعمري بـالتعذيب بـ "الدريل" الخاص بحفر الأجسام الصلبة، لقد جاؤوا به من زنزانة أخرى، كان مجرد كتلة بشرية، تتألم وتبكي ويحتاج لسجينين على الأقل لمساعدته.


  •  
    جميع الحقوق محفوظة لمنظمة سام © 2023، تصميم وتطوير