استمرار مصادرة جماعة الحوثي لأراضي المواطنين وممتلكاتهم في الحديدة جريمة ضد الإنسانية تتطلب المساءلة
  • 16/09/2022
  •  https://samrl.org/l?a4563 
    منظمة سام |

    جنيف- قالت منظمة سام للحقوق والحريات إن جماعة الحوثي تمارس انتهاكا جسيما بحق ملكية المواطنين القاطنين في عدة مناطق تمتد من عزلة القصرة حتى منطقة الجروبة، جنوب شرق مديرية بيت الفقيه جنوب محافظة الحديدة. مؤكدة على أن انتزاع الأراضي والملكيات الخاصة يشكل انتهاكا جسيما للحقوق الأساسية التي كفلها القانون الدولي واليمني على حد سواء وعلى جماعة الحوثي أن تتوقف فورا عن التصعيد باستخدام القوة والترهيب ضد المدنيين لانتزاع الأراضي والملكيات الخاصة.

    وأشارت "سام" في بيان مُطوّل صدر عنها اليوم الجمعة، بأن بداية الأمر كان في عام 2014 بحسب شهود عيان من المناطق التي عانت من استيلاء جماعة الحوثي، حيث قامت جماعة الحوثي بعدة محاولات للاستيلاء على نحو 90 كم في منطقة التربة الساحلية التابعة لمديرية باجل على ساحل البحر الاحمر، لكن جهودهم باءت بالفشل في بداية الأمر لتعود تلك المليشيات بعد سنوات وعبر سياسة الترهيب والتخويف لبسط سيطرتها على عدة مناطق وقرى في محافظة الحديدة.

    وبينت المنظمة بأن فريقها الْتقى بعدد من الضحايا والمتضررين الذين تمت مصادرة أراضيهم، إلى جانب شهادات أثبتت انتزاع أراضي كاملة والاستفادة من المواقع الاستراتيجية لتلك الأراضي والمناطق، الأمر الذي تؤكد المنظمة على أنه مخالفة صارخة وغير مقبولة واعتداء واضح من قبل جماعة الحوثي على الحقوق المكفولة والمحمية.

    حيث ذكر أحد شهود العيان لسام في شهادته " يمكن وصف ما يحدث بأنه حملة تهجير قسري لأهالي 4 قرى تمتد من عُزلة القصرة حتى منطقة الجروبة، في جنوب شرق مديرية بيت الفقيه جنوب محافظة الحديدة، حيث تعد هذه المساحات من أخصب الأراضي الزراعية في محافظة الحديدة". وأضاف " لقد قام شخص يُدعى (فيصل الهطفي أبو البتول) المُنصّب من قبل مليشيا الحوثي مديراً لمكتب أوقاف مديرية بيت الفقيه، حيث أصدر عقود إيجار لوافدين وشخصيات نافذه بالاشتراك مع (يحيى سهل) مدير عام المديرية وأبو ياسين مشرف المربع الجنوبي، وقاموا بإرسال عشرات الأطقم العسكرية لتهجير أهالي قرى: المعاريف، الحضارية، بني السهل، الصباحي وقرى متفرقة حتى الجروبة شرقًا".

    وذكر أيضًا في شهادته أن "مليشيا الحوثي ارتكبت أفظع الجرائم بحق أهالي تلك المناطق، حيث قامت بإحراق المنازل ومنعت إسعاف المصابين كما وقامت باعتقال العشرات من سكان تلك القرى وقادوهم الى معتقلات غير قانونية مجهولة ، وقاموا بالاعتداء على النساء منها عيشة عبدالرحمن  صباحي و عيشة محمد عبده مستحي، حيث قامت   12 جرافة بتدمير المنازل وأزالت الحواجز الفاصلة بين الأراضي".

    وبينت المنظمة الحقوقية بأن جماعة الحوثي عملت على تكثيف سيطرتها بشكل كبير على مساحات واسعة من المناطق، ومنعت الوصول إلى مفرق الجروبة على طريق الحديدة - الحسينية في جنوب شرق مديرية بيت الفقيه جنوب محافظة الحديدة. حيث قامت المليشيا بنشر مسلحيها في مفرق الجروبة ومنعت الوصول إلى القرى الممتدة من المفرق حتى الجروبة شرقاً حيث يوجد المشتل الزراعي ومركز الابحاث الزراعية التابع لهيئة تطوير تهامة.

    حيث أظهرت المعلومات التي حصلت عليها "سام" من عدة مصادر أن جماعة الحوثي وجّهت إنذارًا لسكان تلك القرى بأن عليهم ترك منازلهم ومزارعهم على أساس أن تلك الأراضي تتبع للمؤسسة الاقتصادية والأوقاف وأنها أبرمت عقود إيجار لوافدين من صعدة وحجة وشخصيات نافذة في المحافظة.

    حيث شنت مليشيا الحوثي حملة عسكرية شرسة بعشرات الأطقم وارتكبت انتهاكات فظيعة وخطيرة وقامت باعتقال أكثر من 30 شخصا –بينهم نساء-  من أهالي تلك المناطق، كما قامت بمنع إسعاف المصابين من بينهم 18 امرأة، حيث قامت باحتجاز معظم الضحايا في مباني تابعة لمسجد التقوى في جنوب مدينة بيت الفقيه.

    من جانبه قال أحد سكان تلك المناطق لفريق "سام" في شهادته " يمكن توصيف ما يحدث في جنوب شرق مديرية بيت الفقيه بأنه حرث للأرض على غرار سلوك المليشيات الإيرانية في دول أخرى، لقد قامت مليشيا الحوثي بعزل القرى الآهلة بالمئات عن محيطهم الخارجي، إلى جانب الاستخدام المفرط للقوة مع منع إسعاف الضحايا من بينهم النساء، وحملة الاعتقالات واستخدام نحو 12 جرافة لتدمير المنازل والحواجز المائية، بالتزامن مع التهجير القسري لمئات العائلات التي قطن أجدادهم في مساحات استصلحوها وزرعوها لعقود من الزمان".

    وأبرزت المنظمة قيام جماعة الحوثي بالاعتداء على نساء تلك المناطق وضربهم بأعقاب البنادق ومنع الطواقم الطبية من الدخول وتقديم الإسعافات الأولية لهن ولباقي المصابين، كما قامت باعتقال عشرات الأفراد منهم " محمد بخيت مشيخي، محمد عبده مشيخي ، علي تمام مشيخي ،حمود تمام مشيخي ، مصفي عبدالله يحي ،بدر عبد الله يحي، فهد أحمد فتيني، محمد بن محمد مشيخي ،أصيل عياش مشيخي، إسماعيل مشيخي" وغيرهم من المواطنين وقامت بتوقيفهم واعتقالهم دون وجود أمر قضائي بذلك.

    وفي شهادة أخرى قال أحد شهود العيان " لقد قامت مليشيا الحوثي بنهب أراضي المواطنين بالقصرة مديرية بيت الفقيه الحديدة، التي تعتبر مصدر دخل المواطنين والتي تبلغ مساحتها أكثر من 10 كم2، والتي يستفيد منها أكثر من 5000 مواطن وهي مساقي ومراعي للمواطنين، حيث قامت جماعة الحوثي وعبر قوة عسكرية مكونة من 30 طقما عسكريا بمهاجمة الأراضي والسكان، كما قامت بعض تلك الأطقم بمداهمة القرى المجاورة وداهموا المنازل وأخذوا الرجال وقاموا بإفزاع النساء والأطفال".

    وأشار في شهادته إلى أن هناك عدة قيادات حوثية متورطة بجريمة التهجير القسري لسكان تلك القرى والمناطق ومنهم " 1- أبو ياسين: وهو من صعده وهو مسؤول  عن الأمنيين في المربع الجنوبي بمحافظة الحديدة، 2- أبو أحمد الهادي وهو مسؤول عن لجنة الحشد للجبهات في محافظة الحديدة، 3- أبو أمين وهو مسؤول الاستخبارات للمربع الجنوبي بمحافظة الحديدة، 4- القيادي الحوثي أبو عاطف المشرف العام لمديرية بيت الفقيه الحديدة، 5- أبو المقتدى وهو المسؤول حاليًا علي مزارع المؤسسة الاقتصادية ومزارع الأمن المركزي بالجروبة سابقًا".

    فيما ذكر الناشط "محمود العتمي" في مقال قام بنشره حول مشروع جماعة الحوثي في بسط سيطرتها على أراضي وقرى المواطنين حيث قال " في يناير 2020 دشن الحوثي أول عملية بسط لأراضي بالهكتارات وتمكن من السيطرة على أرض شاسعة غرب باجل وشمال المراوعة، بما فيها من منازل ومزارع وبيوت وقاد هذه الحملة للأسف شخص يدعى (أحمد دهسوس). وفي فبراير 2020 أقدم قيادي حوثي يدعى (مفضل الرصاص) قدم من محافظة حجة ومعه عشرات الأطقم من الحوثيين بالاستيلاء على مساحات شاسعة في مدينة اللحية ومحيطها ويدّعي بأن لديه صكوك تمليك من بيت (حميد الدين) .وفي نوفمبر 2020 قامت جماعة الحوثي بمصادرة أراضي بمديرية الجراحي بمساحة 11 ألف متر مربع. وفي مايو 2020 قامت مليشيا الحوثي بمصادرة 400 كم متر مربع من أراضي ومزارع المواطنين بمديرية الزيدية والمغلاف .وفي أغسطس 2021 ، أقدمت جماعة الحوثي على مصادرة 13 كم مربع من أراضي المواطنين بمنطقة الزهوانية بمديرية باجل .وفي ديسمبر 2021 قامت مليشيا الحوثي بمصادرة 200 معاد بمديرية المراوعة. وفي ديسمبر 2021 أقدمت المليشيا على مصادرة أراضي شاسعة بمنطقة باب الناقة بمديرية باجل".

    وذكر "العتمي" أن جماعة الحوثي "قامت في مايو 2022 بإصدار أمر بمصادرة أراضي مدينة الحديدة باعتبارها أملاك الدولة، وتم الأمر بتشكيل لجنة من عناصر الجماعة لتنفيذ الحكم .وفي يونيو 2022 قامت مليشيا الحوثي بمصاردة 600 معاد من أملاك المواطنين بوادي سهام بمديرية برع. وفي يوليو 2022 صادرت جماعة الحوثي 23 معادا من أراضي المواطنين بمديرية بيت الفقيه .وفي  أغسطس 2022 الحوثي يصادر أراضي المواطنين في منطقة القُصرة بمديرية بيت الفقيه ويهجر السكان. وفي سبتمبر 2022 الحوثي يصادر 360 معادا من أملاك المواطنين في بمديرية زبيد، كما صادر أراضي المواطنين بمديرية التحيتا بمساحة 16 ألف و500 معادا".

    واختتم "العتمي" دراسته بقوله " هذه المساحات جزء بسيط مما استطعت حصرها وتتبعها وهنالك الكثير من وقائع السيطرة والبسط العشوائي والتهجير القسري الذي قامت به مليشيا الحوثي ضد أبناء تهامة على امتداد ما يزيد عن 20 مديرية".

    بدورها، أكدت منظمة "سام" على أن جماعة الحوثي قامت خلال السنوات القليلة الماضية بتوسيع عمليات تجريف ونهب ومصادرة ما تبقى من أراضٍ وعقارات الدولة والمواطنين في صنعاء العاصمة ومدن أخرى تحت سيطرتها، والذي يأتي بالتزامن مع إطلاق عدد كبير من ملاك الأراضي والمنازل بمناطق سيطرة الجماعة مناشدات برفع الظلم الجائر بحقهم، وإنقاذهم من حملات الجماعة التي تفرض عليهم دفع مبالغ مالية باهظة تارةً ومصادرة أراضيهم ومنازلهم تارةً أخرى.

    تؤكد "سام" على أن ما استمعت له من شهادات ميدانية سواء كان بمصادرة الأراضي أو الاعتداء على السكان وبشكل خاص النساء والأطفال، يخالف صريح ما أكد عليه القانون الدولي من أن حيازة الشخص لعقار أو أرض يجب أن يتم ضمانها بمنأى عن الخوف من الإخلاء أو الحرمان من المنزل أو الأرض. كما يُقصد بذلك العيش في مكان يتوافق مع ثقافة الفرد، ويُمَكّنه من الوصول إلى ما هو ملائم من خدمات وفرص عمل، مشددة على أن ممارسات جماعة الحوثي في هذا الإطار تشكل مخالفة خطيرة وغير مقبولة يجب التوقف عنها.

    واختتمت المنظمة بيانها بدعوة جماعة الحوثي وبشكل عاجل لإطلاق سراح كافة الأشخاص الذين تم اعتقالهم بناء على موضوع نزع الملكية، مشددة على أن الأولوية يجب أن تُعطى لضمان حق الأفراد في الزراعة والسكن وليس للمصالح الخاصة، ومؤكدة على أن جماعة الحوثي مطالبة بتقديم الأشخاص المتورطين بسياسة التهجير القسري ضد القرى والأراضي التي قامت بمصادرتها للمحاكمة العادلة نظير انتهاكاتهم الخطيرة وغير المبررة.


  •  
    جميع الحقوق محفوظة لمنظمة سام © 2023، تصميم وتطوير