سام: - في اليوم العالمي للضمير استهداف سجينات تعز جريمة حرب تستوجب فتح تحقيق دولي عاجل
  • 06/04/2020
  •  https://samrl.org/l?a3825 
    منظمة سام |

    أدانت منظمة سام للحقوق والحريات، اليوم الاثنين 6 أبريل ٢٠٢٠، المجزرة البشعة التي تعرضت لها مساء الأحد 5 ابريل 2020 نزيلات السجن المركزي لمحافظة تعز، جراء استهداف السجن من قبل مليشيا الحوثي بقذائف عشوائية. وتوافقت الجريمة مع اليوم العالمي للضمير الذي يحتفل به العالم بهدف تحفيز المجتمع الدولي على حل النزاعات بطريقة سلمية.

    وقالت المنظمة التي تتخذ من جنيف مقراً لها، في بيان لها: في حين يتداعى العالم للإفراج عن السجناء بصورة استثنائية خشية اصابتهم بفيروس كورونا (كوفيد19) القاتل، قامت مليشيا الحوثي بحرمان المعتقلات من حقهن في الحياة، بهذا القصف العشوائي الذي خلّف جريمة بشعة هزت الضمير الإنساني، في اليوم العالمي للضمير.

    وأضافت "سام": لقد اُرتكبتْ هذه المجزرةُ البشعة في حين كانت الضحايا ينتظرن إفراجاً وشيكاً عنهن من قبل السلطات القضائية والمحلية بالمحافظة في إطار المساعي المبذولة لمواجهة وباء "كورونا" إثر زيارة قامت بها صباح اليوم نفسه لجنة قضائية إلى السجن المركزي بتعز، تمهيداً للإفراج عن السجينات صباح اليوم التالي.

    وأفاد شهود عيان لـ"سام": بأن القصف العشوائي الذي اصاب القسم الخاص بالنساء في السجن المركزي، ادى الى مقتل (5) نساء و(2) من اطفالهن بصورة مباشرة، كان الاطفال في زيارة امهاتهم المحتجزات؛ وجرح ما يقارب (7) نساء أخريات، نُقلت أغلبها الى مستشفيات مدينة تعز، بإصابات بليغة في الرأس والأطراف.

    وأكد الشهود أن ثلاث قذائف استهدفت الموقع منها قذيفتان سقطتا مباشرة على مباني السجن، سقطت أولاهما من فتحة تدخل منها الشمس إلى وسط المبنى وارتطمت بساحته الداخلية.

    وسقطت القذيفة الثالثة في الشارع العام أمام السجن وارتطمت بإحدى سيارات نقل الماء فأصيب مدنيان اثنان.

    وبحسب الشهادات التي استمعت إليها "سام" فجميع هذه القذائف أُطلقت من الجهة الشمالية الغربية لمدينة تعز، حيث يتمركز مقاتلون تابعون لمليشيا الحوثي المسيطرة على تلك المنطقة.

    قمر علي طاهر، 21 عاما، إحدى نزيلات السجن، قتلت والدتها إلى جوارها، قالت لسام: الساعة الخامسة بعد عصر يوم الاحد الموافق 5 أبريل 2020،  سقطت قذيفة على عنبر النساء في السجن المركزي في تعز، وأدت الى مقتل 6 نساء وجرح 8 أخريات، وبعد حوالى ربع ساعه من سقوط القذيفة الأولى  سقطت قذيفه ثانية أمام بوابة العنبر أثناء ما كانوا ينقلونا من السجن إلى المستوصف، وبعد مرور حوالي عشر دقائق سقطت القذيفة الثالثة في أحد أسوار العنبر، وكأنهم قاصدين استهداف مباشر لعنبر النساء، لأنه هناك زينبيات مسجونات عندنا في العنبر.

    أحلام سعيد علي فاضل، قالت لـ: "سام "في تمام الساعة الخامسة كنت أنا وأغلب نزيلات  السجن المركزي في عنبر النساء، جالسات في ساحة العنبر، لأن الجو داخل العنبر حار، وفي حدود الساعة الخامسة سقطت قذيفة، وكنت جوار إحدى السجينات اسمها نجيب، وماتت مباشرة لأن اصاباتها كانت مؤثر وتهشمت ملامحها تماما، كنت مصدومة وأنا اشاهد الضحايا، لم أستوعب ما أراه،  كنت أصيح وذهبت باتجاه الباب الرئيسي للعنبر، وأنا أشاهد الدماء والأشلاء متطايرة للأطفال والنساء  السجينات، كانت ابنتي عمرها 3 سنوات مصابة باليد، وحالتي صعبة لا أدري ماذا أعمل، كان موقفي صعب جدا لم استوعبه إلى الآن، وبعد حوالى 4 دقائق أتى المسعفون، وقاموا بإسعاف الجرحى والوفيات، ومازال هناك قصف وقذائف من قبل الحوثيين، وأنا أعتقد أن القذائف جاءت من منطقه الخمسين التي يسيطر عليها الحوثيين

    وأوضحت منظمة "سام" للحقوق والحريات أن السجن المستهدف، منشأة عامة لا يمكن جهل موقعها، ما يُرجح أن الاستهداف كان على علم وبِنِيَّةٍ مسبقة من مليشيا الحوثي، ويهدف إلى تحقيق الضرر بالمدنيين والمنشآت المدنية، الأمر الذي قد يجعلها ترقى الى جريمة حرب، خاصة وأن مليشيا الحوثي كانت قد استهدفت السجن من قبل، ما يُفترض أن لديها إحداثيات دقيقة عن موقع السجن من المواقع الاخرى.

    قالت منظمة "سام" إنها تحققت من مكان الحادث، وتبين لها أن السجن المركزي الذي قُصف يقع على بعد نصف كيلو متر تقريباً عن مقر إداري مؤقت لأحد الألوية العسكرية الحكومية، حيث لا توجد فيه قوات قتالية وليس مصدرا لإطلاق نار مباشر كما أن القذائف التي أُطلقت تتسم بالعشوائية وعدم التمييز، وتشكل خرقاً واضحاً لقوانين الحرب.

    وأكدت "سام" أن - قوانين الحرب- التي تحكم الأعمال العدائية، تحظر الهجمات العشوائية على أهداف عسكرية قد يترتب عليها ضررا أكيدا بالمدنيين، أو أهداف مدنية دون تمييز، كما وتمنع الأطراف المقاتلة من استخدام اسلحة تنقصها الدقة يترتب على استخدامها خطر كبير على المدنيين والاعيان المدنية كقذائف الهاون والمدافع البعيدة.

    وطالبت "سام" في بيانها أطراف الصراع بتنفيذ التزاماتها الواردة في اتفاقية "ستوكهولم" بشأن إطلاق الاسرى والمعتقلين، والاستجابة للدعوة الأممية ونشطاء حقوق الانسان بشأن وباء "كورونا "ودعت المجتمع الدولي ومجلس الأمن ومكتب المبعوث الأممي إلى اليمن مارتن غريفيث، بضرورة إلزام الاطراف بالإسراع في تنفيذ التزاماتهم، وما يوجبه القانون الدولي الإنساني من التزامات.

    والضغط من أجل إيقاف الانتهاكات المستمرة بحق المدنيين في اليمن، وصولاً إلى إنهاء حالة النزاع المسلح، واتخاذ خطوات فاعلة تؤدي إلى تقديم مجرمي الحرب للعدالة وعدم إفلاتهم من العقاب.

    منظمة سام للحقوق والحريات، جنيف

    6 أبريل 2020


  •  
    جميع الحقوق محفوظة لمنظمة سام © 2023، تصميم وتطوير