قالت منظمة "سام": إن غاراتٍ للتحالف السعودي الإماراتي على مناطق سكنية في شارع الستين شمال العاصمة صنعاء في ١٧ من يناير ٢٠٢٢ أدى إلى مقتل 10 مدنيين وإصابة آخرين، بينهم خمس نساء، في انتهاك خطير لاتفاقيات جنيف وقواعد لاهاي التي كفلت الحماية الكاملة والخاصة للأعيان المدنية مشيرة إلى أن مثل هذه الممارسات ترقى إلى جرائم حرب تستوجب المساءلة الجنائية.
وبينت المنظمة في بيان صدر عنها اليوم الثلاثاء، أن طيران التحالف شن هجمات جوية أمس الاثنين 17 يناير/ كانون الثاني 2022 استهدف مدير الكلية الجوية في العاصمة صنعاء والتي جاءت على ما يبدو كرد فعل لاستهداف جماعة الحوثي لمطار (أبو ظبي) من خلال الطائرات المسيرة أمس الاثنين، والذي أدى إلى وفاة ثلاثة مدنيين وجرح ستة آخرين من جنسيات أجنبية بحسب وسائل إعلام إماراتية.
أكدت "سام" أن القصف شمل منزل فيصل رجب القائد العسكري الموالي للحكومة الشرعية والمعتقل لدى جماعة الحوثي، ومنزلين آخرين، سقط ضحيته أكثر من 10 مدنيين بين قتيل وجريح، مما أدى إلى فرض طوق أمني من قبل أجهزة جماعة الحوثي والبدء بعملية انتشال الجثث.
وأظهرت إحدى الشهادات التي حصلت عليها "سام" من أحد شهود العيان وأقارب الضحايا " أن قصف طيران التحالف استهدف المدينة الليبية جوار جامعة الإيمان على شارع الستين، حيث تم قصف بيت القائد (الجنيد) وكان يتواجد فيه أثناء القصف زوجته وأطفاله وأشخاص آخرون كانوا ضيوفا، كما شمل قصف بيت (فيصل رجب) الذي يسكنه زوج ابنته علي الأهدل وكان أحد الجيران متواجدا عنده، إضافة إلى وجود مستأجرين. وأضاف "ما استطعنا انتشاله هو وسبع جثث، إضافة إلى وجود عشرات الأشخاص المفقودين مع صعوبة انتشال الجرحى والبحث عن المفقودين بسبب تحليق طيران التحالف". وأضاف أيضا "نحمد الله لقد كانت أسرة علي الأهدل في عدن بينما الأهدل نفسه مفقود حتى الآن".
تؤكد منظمة "سام" أن هذا الاستهداف للأعيان المدنية واستهداف المدن الآهلة بالسكان، دون أي احترام لقواعد الاشتباك يشكل انتهاكا غير مبرر لقواعد جنيف التي جرمت أي اعتداء أو تهديد للأعيان والمنشآت المدنية، مؤكدة على أن مثل هذه الممارسات قد ترقى لجريمة حرب تستوجب المساءلة الدولية.
تجدد "سام" دعوتها لجميع أطراف الصراع إلى وقف انتهاكاتها واستهدافاتها للمنشآت المدنية، والعمل على احترام قواعد القانون الدولي من خلال تجنيب المدنيين وأماكن تواجدهم تبعات الصراع الدائر بين تلك الأطراف، مشيرة إلى أهمية تحرك المجتمع الدولي للضغط على كافة الأطراف لوقف انتهاكاتهم والعمل على تغليب مصلحة المدنيين على الحسابات السياسية والعسكرية.
Pic: https://www.aljarida.com/articles/1640104283087235100/