جنيف- عبرت منظمة سام للحقوق والحريات عن إدانتها ورفضها الشديدين لقيام مجموعة من المسلحين الذين يتبعون لقوات الحزام الأمني باقتحام مقر نقابة الصحفيين اليمنيين في عدن، والاستيلاء عليه وتهديد من كان متواجدا به، مشددة على أن مثل هذا التصرف يشكل انتهاكًا علنيًا لقواعد القانون الدولي واليمني الذي كفل حرية ممارسة العمل النقابي وحماية مقراته من التدخلات والاعتداءات.
وبينت المنظمة في بيان صدر عنها اليوم الجمعة، بأن مجموعة من المسلحين يتبعون لقوات الحزام الأمني قاموا يوم الأربعاء الماضي الموافق 1 مارس/ آذار باقتحام مقر نقابة الصحفيين اليمنيين في عدن والسيطرة عليه وترهيب من كان بداخله.
ووفقًا للمعلومات التي حصلت عليها "سام" فإن المسلحين قاموا بتهديد نقيب الصحفيين بعدن بالتصفية ما لم يغادر مقر الصحافة ويسلمها لـ " نقابة الصحفيين والاعلاميين الجنوبيين" التي أُعلن عن تشكيلها مؤخرا في (18/17 يناير 2023).
فيما قالت نقابة الصحفيين اليمنيين في بيان لها " فوجئنا بقيام قوات مسلحة تتبع الحزام الأمني في محافظة عدن ، هذا اليوم الأربعاء 1 مارس 2023 باقتحام مقر نقابة الصحفيين اليمنيين بمحافظة عدن والاستيلاء عليه وإرهاب الهيئة الإدارية للفرع والعاملين في المقر وممارسة الوصاية المسنودة بالقوة العسكرية لفرض أجندات لا علاقة لها بمهنة الصحافة ولا تخدم العمل النقابي في البلاد".
وأضافت النقابة في بيانها "إن اقتحام مقر النقابة المملوك بموجب القوانين والوثائق للجمعية العمومية لنقابة الصحفيين اليمنيين يشكل تعديا سافرا على الحياة النقابية، ويدمر بمعاول هدم انجازات الفعاليات النقابية وتماسكها في مشهد معقّد ظلت فيه نقابة الصحفيين تقف على مسافة واحدة من كل الأطراف باعتبارها منظمة مهنية هدفها حماية الحقوق وصون الحريات والدفاع عن منتسبيها".
وشددت النقابة في بيانها على دعوتها كلًا من " اتحاد الصحفيين العرب والاتحاد الدولي للصحفيين وكل المنظمات والنقابات والجمعيات المعنية بالإعلام والحقوق والحريات إلى الوقوف بجانب نقابة الصحفيين اليمنيين في هذا الظرف الصعب، والتضامن معها، والضغط بكل الوسائل لتحقيق مطالبها".
من جهته عبّر "أنطوني بيلانجي" أمين عام الاتحاد الدولي للصحفيين عن إدانته لاقتحام المسلحين نقابة الصحفيين، حيث قال "هذا هجوم سافر على الحركة النقابية وحقوق الصحفيين والإعلاميين في البلاد، وإننا نحث السلطات على اتخاذ إجراءات عاجلة ومحاسبة المسؤولين عن الاعتداء".
تؤكد منظمة "سام" على أن ما وقع من اعتداء واقتحام لمقر نقابة الصحفيين اليمنيين في عدن أمر مرفوض وخطير ويمس بجوهر عمل النقابات المهنية في البلاد التي من المفترض تجنيبها أي تجاذبات أو اختلافات سياسية من قبل الأطراف المختلفة في اليمن.
وشددت المنظمة على أن قيام قوات الحزام الأمني بمحاولة فرض أمر واقع والطلب بتسليم النقابة لنقيب يتبع لتلك الجهات هو التفاف على إرادة الهيئة العامة لنقابة الصحفيين وإرهاب منظم هدفه حرمان الأفراد من حقهم في اختيار ممثليهم واعتماد سياسة الإملاءات التي لا يمكن قبولها إلى جانب كونها تشكل اعتداء على حرية الرأي والتعبير وحرية الاختيار.
وعليه تدعو منظمة سام قوات الحزام الأمني إلى ضرورة سحب المسلحين من داخل النقابة بشكل فوري وإنهاء تواجدهم والسماح لمجلس النقابة في عدن والهيئة العامة بالتواجد وممارسة مهامهم الطبيعة، والعمل على تجنيب النقابات والجمعيات المدنية التجاذبات السياسية واحترام حق الأفراد في اختيار ممثليهم عبر الطرق الديمقراطية بدلًا من سياسة الترهيب والإملاءات.