نكتب إليكم ونحن نرى أشلاء أجساد الأطفال والنساء والشيوخ بعد القصف الإسرائيلي مساء اليوم 18/10/2023، على مستشفى المعمداني في غزّة. تقدّر السلطات الصحيّة عدد الذين قتلوا بأكثر من خمسمائة شخص، معظمهم من الأطفال والنساء والشيوخ. وقد جرى إستهداف المستشفى بعد تحذير إسرائيلي بإفراغ مستشفيات غزّة.
لا بدّ أنّ نشير إلى أن هذه ليست المرّة الأولى التي تستهدف فيها المستشفيات، بل أن هذا هو المستشفى رقم 11 من سلسلة المستشفيات التي جرى إستهدافها منذ السابع من أكتوبر 2023.
إن هذه الجريمة هي الأحدث من سلسلة الإنتهاكات الخطيرة عقب إعلان جيش الاحتلال الاسرائيلي الحرب الشاملة على غزة، والتي ترجمت بعمليات قصف هائل وعشوائي عنيف براً وبحراً وجواً في كافة أنحاء القطاع، ما أسفر عن مقتل ما يقرب من 4000 شخص لحدّ الآن بينهم أكثر من 1000 طفل، وإصابة أكثر من 11 ألف آخرين، ودمار هائل وغير مسبوق في المنشآت والمباني والبنى التحتية.
وتعلمون أن حكومة الاحتلال الاسرائيلي كانت قدّ قرّرت قطع الماء والكهرباء عن السكّان وإغلاق كافة المعابر ومنع دخول أية مواد إغاثية أو دوائية إلى هناك، والتلويح بقصف أية قوافل تدخل إلى قطاع غزة. وقد أدّى ذلك إلى تأثيراتٍ خطيرة على السكّان البالغ عددهم بحدود مليوني شخص، يضاف إليه النقص الحادّ في المواد والمستلزمات الطبية لدى المستشفيات التي بات يصلها إصابات وقتلى بأرقام تفوق طاقتها الاستيعابية بمراحل
إن المعلومات الموّثقة تؤكد إلى أن غزة باتت منطقة منكوبة بحكم الإجراءات العقابية الإسرائيلية، حيث دمّر القصف العنيف والوحشي ضدّ السكان ١٧٠٠ مبنى وبرج وعمارة سكنية، فيما ارتفع عدد الوحدات المهدّمة كلياً لأكثر من ٧٠٠٠ وحدة سكنية، وتضرّر أكثر من ٦٩ ألف وحدة بشكل جزئي منها قرابة ٤٦٠٠ وحدة لم تعدّ صالحة للسكن، عدا عن نزوح أكثر من نصف مليون مدني فلسطيني عن أماكن سكناهم، ومع ذلك يجري قصف الأماكن التي لجأوا إليها كما حصل للمستشفى.
إن ما تقوم به إسرائيل لم يكن مفاجئاً، بل جاء بعد تصريحاتٍ لمسؤولين بارزين في حكومتها.
- بتاريخ 7 تشرين الأول 2023، يؤكد منسق أعمال حكومة الاحتلال الاسرائيلي في المناطق غسان عليان في مقطع فيديو باللغة العربية موجه للسكّان المدنيين أن "... فتحت أبواب الجحيم على قطاّع غزة [...] » .
- 9 أكتوبر 2023، وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت يعلن فرض "حصار كامل" على قطاع غزة، معلناً أنه يحارب "حيوانات بشرية".
- وفي اليوم نفسه، حذّر رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، أثناء إعلانه عن تعبئة 300 ألف جندي احتياطي، من أن "ما سنفعله بأعدائنا في الأيام المقبلة سيتردّد صداه معهم لأجيال عديدة".
وبالمثل، في 10 تشرين الأول (أكتوبر) 2023، في فيديو جديد باللغة العربية، موجّه إلى السكّان المدنيين، قال منسق أعمال الحكومة في المناطق:
" فرضت إسرائيل حصارا كاملاً على غزّة. لن يكون هناك كهرباء ولا ماء، وسيكون هناك دمار. لقد أردتم الجحيم - وسوف تحصلوا على الجحيم".
مما تقدّم يتّضح أن هنالك إصرار إسرائيلي على إرتكاب إنتهاكات جسيمة للقانون الإنساني الدولي دون إكتراثٍ للعواقب على ذلك.
تأتي هذه التصريحات انسجاما مع خطة سياسية تقضي بإلغاء أي مكان للشعب الفلسطيني، في انتهاك لحقه في تقرير المصير. واللافت أن وزير الاقتصاد الإسرائيلي، بتسلئيل سموتريش، أكد في 20 مارس/آذار 2023، أنه "لا يوجد شيء اسمه فلسطينيون، لأنه لا يوجد شيء اسمه الشعب الفلسطيني".
إن سياسات سلطات الاحتلال الاسرائيلي، والمتخذة ضدّ قطّاع غزة، ستؤدي في نهاية المطاف إلى إهلاك السكّان بشكل جزئي أو كلّي، وهو ما يعني أن "إسرائيل" تتعمد ارتكاب جريمة الإبادة الجماعية بحقّ الشعب الفلسطيني هناك وفقا لنص المادة الثانية لاتفاقية منع جريمة الإبادة والمعاقبة عليها، ونصّ المادة 6 من نظام روما. كما ترتكب جرائم حرب وجرائم ضدّ الإنسانية وفقا لنصوص المادة 7 والمادة 8 من نظام روما.
وأن المؤكدّ أن غياب المساءلة والمحاسبة قدّ شجّع سلطات الاحتلال القائمة على الإمعان في انتهاكاتها الواسعة ضدّ الفلسطينيين. واليوم تلقى إسرائيل التشجيع عبر مواقف لمسؤولين أوربّيين رفيعي المستوى، سواء من خلال الزيارات أو من خلال البيانات. إن هذا أمرٌ مؤسف جداً حيث يضع هؤلاء المسؤولين بموضع المشارك في جرائم حربٍ وجرائم ضدّ الإنسانية وجريمة الإبادة. والمعروف أن كل هذه الجرائم تخضع لولاية المحكمة الجنائية الدولية.
وعليه نطالبكم، وفقاً لمسؤولياتكم، اتخاذ كافة الإجراءات لإلزام سلطة الاحتلال الإسرائيلي بوقف عدوانها المتواصل على قطّاع غزة، والشعب الفلسطيني عموماً، وإلزامها بوقف العقوبات الجماعية من قطع الكهرباء والماء ومنع وصول الإمدادات ومواد الإغاثة. ويتوجب حثّ مدّعي محكمة الجنايات الدولية بمباشرة تحقيقٍ فوري في جرائم الاحتلال والطلب الى دولكم بإيقاف كافة اشكال الدعم للاحتلال حتى لا تكون مشاركة في الجرائم التي ترتكب بحق الشعب الفلسطيني في غزة.
وتقبلوا فائق الاحترام
الموقعون:
منظمة المحامون الدوليون |
جمعية ضحايا التعذيب – جنيف |
منظمة العدالة الواحدة – فرنسا |
المنظمة الدولية للقضاء على كافة أشكال التمييز العنصري |
التضامن لحقوق الإنسان- جنيف منظمة الكرامة – جنيف منظمة سام للحقوق والحريات- جنيف |
منظمة صحفيات بلا قيود مؤسسة المجلس العربي- جنيف منظمة التنمية المحلية التحالف اليمني لرصد انتهاكات حقوق الانسان منظمة صوت حر للدفاع عن حقوق الانسان- باريس منظمة رايتس رادار لحقوق الإنسان منظمة تواصل لحقوق الإنسان مجموعة عائلات الأشخاص المفقودين الشبكة التونسية المتحدة- واشنطن التحالف الليبي الأمريكي- واشنطن منظمة تقصي للتنمية وحقوق الإنسان ـ اليمن مؤسسة دفاع للحقوق والحرّيات ـ اليمن
|
اتحاد الحقوقيين العرب |
||
المنظمة العربية لحقوق الإنسان |
||
رابطة معونة لحقوق الإنسان والهجرة المرصد الأور ومتوسطي لحقوق الإنسان |
عدالة لحقوق الانسان – استنبول افدي الدولية – باريس المجلس الأوروبي الفلسطيني للعلاقات السياسية - بروكسل مركز جنيف الدولي للعدالة المركز الأمريكي للعدالة – ميتشجن المنظمة العربية لحقوق الإنسان في وسط أوروبا الجمعية البحرينية للحقوقيين منظمة مبادئ لحقوق الإنسان منظمة المرصد لحقوق الإنسان المنظمة الأوروبية السعودية لحقوق الإنسان |
|
مركز حقي لدعم الحقوق والحرّيات |
||
ملتقى الحوار للتنمية وحقوق الإنسان الشبكة التونسية المتحدة - واشنطن محكمة بروكسيل المركز العراقي لحقوق الإنسان المنظمة المصرية لحقوق الإنسان منظمة المحامون العرب في المملكة المتحدّة
|
||
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|