جنيف - قالت منظمة سام للحقوق والحريات إن السلطات الأمنية في حضرموت اعتقلت عارضة الأزياء خلود باشراحيل (20 عاما) وزوجها، الأسبوع الماضي، بتهمة نشر صور خادشة للحياء عبر منصات التواصل الاجتماعي، في إجراء يمس الحرية الشخصية ويقوض الحق في التعبير، داعيةً الجهات المسؤولة إلى الإفراج الفوري غير المشروط عن المعتقَلَين.

وقال مدير الرصد والتوثيق في سام" ما تعرضت له خلود باشراحيل وزوجها ، يعد اعتقال تعسفياً مخالفاً للقانون من قبل سلطات الأمن في مدينة المكلا ، ويشكل انتهاك للحرية الشخصية ، ويجب أن الأفراج عنها فورا،" وأضاف مدير الرصد والتوثيق" أن وضع الحرية الشخصية رهن التفسيرات الدينية المختلفة، والتي لا تخضع لضابط قانوني موحد، يهدد هامش الحرية التي يتمتع به المجتمع، وجعله حبيس هذه التفسيرات والأمزجة، ويقوض سلطة الدستور والقانون ”.

وأفاد مصدر مقرب من المعتقلة خلود باشراحيل ، أن إدارة أمن المكلا استدعتها وزوجها تلفونيًا نهار الثلاثاء الماضي 18 يونيو الجاري، وشرعت في التحقيق معهم في سجن إدارة أمن المكلا، موضحًا أن سبب الاعتقال كما تدعي الجهات الأمنية يتمثل في نشر صور ومقاطع فيديو لإبنته على حائط صفحتها على فيسبوك، والإدعاء بأن هذه الصور والمقاطع خادشة للحياء وتتعارض مع العادات والتقاليد الحضرمية والقيم الدينية ، وبيَّن أن المقاطع والصور تتعلق بعضها بعملها كمودل Model ومقاطع أخرى شخصية.

وأورد المصدر المقرب  في إفادته أن الجهات الأمنية تشترط إخضاع خلود وزوجها لجلسة مناصحة مع عدد من رجال الدين من أجل الإفراج عنهم، لافتًا إلى أن جهات ومؤسسات دينية هي من تقدمت بشكوى ضد المودل باشراحيل.

وذكر المصدر الذي طلب عدم ذكر اسمه في حديث مع منظمة "سام" أنه ومنذ بداية اعتقال خلود وزوجها الأسبوع الماضي لم يُسمح بزيارتهم إلا يوم الأحد 23 يونيو، مضيفًاً: أن خلود منهارة ومنكسرة وقد عرفت ذلك اليوم حينما سمحوا لعمتها وخال زوجها بزيارتهم، وسمحوا لها أن تتواصل تلفونيا مع ابوها، حيث بكت المسكينة اثناء اتصالها لابيها "على حد تعبيره".

وأكدت منظمة "سام" على أن اعتقال باشراحيل وزوجها إجراء خطير يقوض حرية التعبير، وينتهك مبدأ الحرية الشخصية، مشيرةً إلى أن حرية التعبير هي حق أساسي مكفول بموجب المواثيق الدولية لحقوق الإنسان، بما في ذلك المادة 19 من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان والعهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية، التي تنص على وجوب أن يكون الأفراد أحرارًا في التعبير عن آرائهم وأفكارهم دون خوف من الانتقام أو العقاب.

وأعربت المنظمة في ختام بيانها عن تضامنها الكامل مع المعتقلة خلود باشراحيل وزوجها، داعيةً السلطات في حضرموت إلى سرعة الإفراج عنهما دون قيد أو شرط.