جنيف- قالت منظمة سام للحقوق والحريات إن المحكمة الجزائية المتخصصة بقضايا الإرهاب في عدن أصدرت يوم الثلاثاء الموافق 1 أكتوبر، قرارًا باعتبار 7 صحفيين ونشطاء حقوقيين فارين من وجه العدالة، بتهمة الاشتراك في عصابة مسلحة، والتحريض على قتل قائد عسكري، في واقعة استندت إلى تهم ملفقة لا أساس لها، وهو ما يعكس توظيف سلطات الأمر الواقع في عدن للقضاء لملاحقة الصحفيين على خلفية آرائهم.
واطلعت سام على بيان أبلغ فيه الصحفيون (عبد العزيز محمد يوسف المجيدي، وئام علي محمد الصوفي، أحمد محمد أمين الذبحاني، وليد توفيق عبد المجيد، مختار محمد الوجيه، ياسر مهيوب عبد العزيز المليكي، عمرو أحمد الصمدي) بأنه ومنذ مقتل العميد الحمادي على يد شقيقه بحسب تأكيد السلطات، تم الزج بهم في حملة تحريض عرضتهم وعائلاتهم لأضرار بالغة نفسية ومعنوية ومادية وواجهوا سلسلة من التهديدات بالقتل وحملة من الشتائم والنيل من الأعراض عبر صفحات في الشبكات الاجتماعية.
ولفت الصحفيون إلى أن القضية أغفلت الإجراءات والأصول القانونية المتبعة بصورة غريبة، حيث تم تمييع كل مبادئ العدالة النزيهة والمحايدة، ليس أقلها أنه بعد تشكيل المحكمة الجزائية المتخصصة في تعز، جرى نقل كل ملفات القضايا السابقة من عدن إلى تعز، عدا ملف قضية الحمادي فتم إخفاؤه في عدن، على الرغم من أن المعلومات تحدثت عن اعتزام النيابة هناك إرساله، لكن الضغوط حالت دون ذلك، بحسب البلاغ.
وأشاروا إلى أن المحكمة كانت قد قررت المضي في محاكمة المحتجزين على ذمة القضية دون الالتفات لدعاوى التحريض ضدهم (الصحفيين)، لكن المتلاعبون بالقضية أعادوها إلى البداية باتهام جديد يتمثل في "الاشتراك في تشكيل عصابة مسلحة"، وهو ما يؤكد أن القضية تخضع طوال الوقت للتلفيق على نحو ساخر من القانون والعدالة.
وشددت منظمة سام على أن هذه الممارسات تشرعن للتلاعب بالقضاء وتحيله إلى وسيلة لتصفية الحسابات السياسية، فبدلاً من أن يكون القضاء أداة لتحقيق العدالة، أصبح وسيلة للانتقام من الخصوم السياسيين، وهو ما يعكس حالة الفوضى والانهيار في النظام القضائي، مؤكدةً على أن توظيف القضاء لملاحقة الصحفيين والناشطين بسبب آرائهم يعد انتهاكًا صارخًا لحرية التعبير وحق الأفراد في إبداء آرائهم حول الشأن العام.
واعتبرت المنظمة أن توجيه اتهامات خطيرة بحق صحفيين وناشطين لمجرد أنهم عبروا عن آرائهم حول شخصية عامة في قضية جنائية هو سلوك غير مسؤول، إذ إن هذا الأمر أدى إلى تهديدات بالقتل وترويع لهم ولعائلاتهم، مما يؤكد على حرف القضية عن مسارها الحقيقي وتوظيفها سياسيًا.
وأعربت سام عن إدانتها الشديدة للتحريض الممارس ضد الصحفيين، والذي يتزامن مع الاتهامات الموجهة لهم، مؤكدةً على رفضها القاطع لتوظيف القضاء من قبل سلطات الأمر الواقع لملاحقة الصحفيين والذين لهم الحق في الكتابة وإبداء الرأي بحرية دون خوف من الانتقام أو التهديد.
وطالبت منظمة سام مجلس القيادة الرئاسي ومجلس القضاء الأعلى، باتخاذ خطوات فورية لحماية حقوق الصحفيين وضمان استقلالية القضاء، من خلال تعزيز الآليات التي تمنع التدخلات غير المبررة في عمل القضاء، وتوفير بيئة آمنة للصحفيين لممارسة عملهم دون خوف من الانتقام أو التهديد، وأن تُعزز القوانين والتشريعات المتعلقة باستقلال القضاء، بحيث يتمكن القضاة من اتخاذ قراراتهم بناءً على الحقائق والقانون فقط، بعيدًا عن أي تأثير خارجي. كما يجب أن تكون هناك ضمانات واضحة لحماية حقوق الصحفيين، بما يساهم في تعزيز العدالة والمساءلة، ويعيد الثقة في النظام القضائي كوسيلة لتحقيق الإنصاف.