جنيف- أعربت منظمة سام للحقوق والحريات عن إدانتها الشديدة للاعتداء الذي تعرض له الصحفي عماد مهدي الديني، في مدينة المكلا بحضرموت، على يد قوة أمنية، في انتهاك خطير يعكس الواقع المرير الذي تواجهه الحريات الصحفية في البلاد، مشددةً على ضرورة توفير الحماية للصحفيين والعاملين في وسائل الإعلام وتمكينهم من القيام بعملهم بحرية وأمان دون خوف من الترهيب أو الاعتداء.
وأوردت "سام" -نقلاً- عن نقابة الصحفيين اليمنيين، أن "قوة أمنية اقتحمت منزل الصحفي عماد مهدي الديني عضو النقابة، (رئيس مؤسسة مراقبون الإعلامية، رئيس تحرير صحيفة اخبار حضرموت) في مدينة المكلا، صباح اليوم الخميس الموافق 20 فبراير 2025، مضيفةً أن القوة الأمنية اعتدت على الديني بالضرب أمام أطفاله، مما أثار الذعر والخوف في نفوس أسرته، قبل أن تقوم باقتياده إلى مكان مجهول دون أي مسوغ قانوني.
وأكدت المنظمة أن هذا الاعتداء يمثل انتهاكًا خطيرًا لحرية الصحافة وتهديدًا صارخًا لحقوق الإنسان في اليمن، خاصة في ظل تزايد الانتهاكات الممنهجة ضد الصحفيين، لافتةً إلى أن اقتحام المنازل والاعتداء على الصحفيين واختطافهم يشكل تعديًا جسيمًا على حرية التعبير وحق الإنسان في الأمن والسلامة الشخصية.
وأشارت منظمة سام إلى أن ما تعرض له الصحفي عماد الديني يخالف الدستور اليمني والقوانين المحلية التي تكفل حماية الصحفيين، حيث تنص المادة (13) من قانون الصحافة والمطبوعات اليمني بوضوح على أنه "لا يجوز المساس بحرية الصحافة أو التضييق عليها، ولا يجوز التحقيق مع الصحفي أو احتجازه بسبب ممارسته لعمله الصحفي إلا بأمر قضائي وفقًا للقانون".
واعتبرت سام أن ما جرى مع الصحفي عماد الديني جريمة تستوجب المساءلة والمحاسبة، داعية جميع الأطراف المحلية والدولية إلى اتخاذ موقف حازم إزاء هذا الاعتداء الخطير الذي يقوض حرية الصحافة ويهدد الأمن المجتمعي.
تدعو منظمة سام للحقوق والحريات السلطة المحلية في حضرموت إلى الإفراج الفوري وغير المشروط عن الصحفي عماد الديني، كما تطالبها بفتح تحقيق مستقل وشفاف في واقعة الاعتداء والاختطاف، ومحاسبة المسؤولين عن هذا الانتهاك الجسيم، وتؤكد المنظمة على ضرورة احترام حرية الصحافة والتعبير، وعدم استخدام الأجهزة الأمنية لقمع الأصوات الإعلامية المستقلة.
وتناشد "سام" المنظمات الدولية المعنية بحقوق الإنسان وحرية الصحافة، بإدانة هذا الانتهاك والضغط على السلطات اليمنية لضمان حماية الصحفيين، كما تحث المبعوث الأممي الخاص إلى اليمن على إدراج قضية استهداف الصحفيين ضمن تقاريره الدورية، وممارسة الضغوط على كافة الأطراف لحماية حرية الصحافة في اليمن.