أطلقت منظمة سام للحقوق والحريات تقريراً بمناسبة مرور سبع سنوات على سقوط العاصمة صنعاء بيد جماعة الحوثي حمل عنوان "الانهيار الكبير" مكون من ٤٠ صفحة وأربعة عشر مبحثا. التقرير يقدم قراءة مكثفة لتداعيات سقوط العاصمة صنعاء في ٢١ سبتمبر ٢٠١٤م.
ورصد التقرير الذي تزامن إطلاقه مع الذكرى السابعة لسيطرة الحوثي على صنعاء العديد من الأحداث والمواقف والأرقام التي تسبّب بها الانقلاب الحوثي، بالإضافة إلى الجرائم التي ارتُكبت خلال تلك الفترة، والتحالفات المختلفة، وظهور مليشيات مسلحة أخرى، وكذا انحراف التحالف العربي عن هدف تدخله.
ووضّح التقرير تعاون الرئيس السابق صالح مع الحوثيين ودعمهم من أجل إسقاط صنعاء، والسيطرة على مؤسسات الدولة، والتسبب بانهيار الدولة والوصول إلى الوضع الحالي.
وتطرق التقرير لحالة تخبّط التحالف الذي تدخل من أجل إنقاذ وإعادة الشرعية وارتباكه بين تحقيق مصالحه والأهداف التي جاء من أجلها، وانحرافه، كما أبرز مأساة المغتربين اليمنيين في المملكة العربية السعودية.
كما قدم رصدا لأعداد القتلى والجرحى والمعاقين والمختطفين، وكذا الانتهاكات التي مورست، من قبل أطراف الصراع خلال الست السنوات الماضية.
وأبرز التقرير الانعكاسات التي سببها الانقلاب الحوثي على الحريات السياسية، ومصادرة الممتلكات الخاصة، وخلق أكبر أزمة إنسانية واقتصادية في اليمن، كما أشار إلى دور المجتمع الدولي وآليات المرصد والتوثيق الوطنية والدولية، وضعف آلية المحاسبة لمنتهكي حقوق الإنسان، التي تسبب بها "الحوثيون" وحليفهم "صالح" ومن خلفهم "إيران"، وزاد وطأتها تدخل "التحالف العربي" وأطماع السعودية والإمارات، واستلاب كامل للحكومة اليمنية المعترف بها دوليا.
وأوصى التقرير بالعديد من النقاط إلى الحكومة اليمنية وجماعة الحوثي ودول التحالف العربي والمجتمع الدولي ومجلس الأمن، شدد فيها على وقف الانتهاكات، والانخراط في الحوار، والكف عن تهديد السيادة الوطنية، والعمل الجاد على إحالة ملف اليمن إلى محكمة الجنايات الدولية، وزيادة وتيرة العمل الإنساني، والعديد من التوصيات التي وردت في التقرير.
وقال رئيس منظمة سام للحقوق والحريات توفيق الحميدي: إن تقرير الانهيار الكبير يحمل قراءة مكثفه لأبرز الأحداث والتداعيات لانقلاب مليشيا الحوثي على الدولة اليمنية والاجماع الوطني، مما تسبب بانهيار كبير لحلم التغيير أو تأجيله، وترك آثار كبيرة وخطيرة على الشعب أهمها غياب الدولة طوال فترة الحرب، في محاولة لتقديم صورة للقارئ المتابع، والمتابع للشأن اليمني.