جنيف- أصدرت منظمة سام للحقوق والحريات، تقريرًا بحثيًا يسلط الضوء على واقع الخدمات الأساسية في عدن، والتي يعد الحصول عليها بمثابة صراع من أجل البقاء، بحسب التقرير. وقد اعتمد الباحث على إجراء مقابلات شخصية من خلال سرد قصص حياة المواطنين اليومية، سعياً لرسم صورة تقريبية للبؤس والمعاناة التي سببتها الحرب.
وذكر التقرير أن الحرب الجارية في اليمن منذ عام 2015، أفرزت جملة من التداعيات الكارثية على الصعيد المعيشي والاقتصادي ككل، وجعلت ملايين الأفراد يقاسون الفقر ويعيشون في جحيم المعاناة التي تتعاظم كل يوم، خاصة مع انقطاع أو عدم انتظام الراتب الذي لا يفي بأدنى المتطلبات الأساسية للفرد، ناهيك عن سد الاحتياجات الأسرية.
وأشار إلى أنه ومع زيادة النمو السكاني والتحديات الاقتصادية والاجتماعية، في ظل الصراع المستمر، وما استتبعه من تدهور في القيمة الشرائية للريال اليمني، وارتفاع في أسعار إيجار الشقق، حيث صار التعامل بالدولار والريال السعودي أمرًا شائعًا، واجه العديد من الأفراد صعوبات كبيرة في الوصول على سكن مناسب، وهو ما دفع العديد منهم للجوء إلى العيش في أكواخ غير صالحة للسكن.
وأوضح التقرير أن ملاك العقارات في عدن شددوا من شروطهم وطلباتهم وإجراءاتهم في عقود تأجير العقارات والمساكن، إذ يرفض جميعهم التعامل بالعملة المحلية، واستبداله بالريال السعودي أو الدولار الأمريكي"، وهو ما دفع العديد منهم للجوء إلى العيش في أكواخ غير صالحة للسكن، إضافة إلى ذلك، تخضع أسعار الإيجار للتلاعب والمزاجية، حيث يقوم المؤجرون من فترة لأخرى برفع أسعار الإيجار، ما يضع المستأجر الحالي بين أمرين أحلاهما مر، إما البقاء مع دفع الزيادة المقررة من المالك، أو المغادرة مع خوض رحلة بحث لا تنتهي عن مسكن ملائم.
وأضاف التقرير الذي أعدته الباحثة أمة الرحمن العفوري أن تداعيات الحرب لم تتوقف عند هذا الحد، بل طالت مختلف القطاعات والمؤسسات، بما فيها القطاع الصحي، والذي شهد انهيارًا على نطاق واسع، حيث أدى الصراع إلى تدمير البنية التحتية وأسهم في تدهور الخدمات والرعاية الصحية، حيث تواجه النساء صعوبة في الوصول إلى الخدمات الصحية الضرورية، مثل الأمومة والولادة الآمنة وخدمات تنظيم الأسرة، والكشف المبكر عن الأمراض، والرعاية الصحية والجنسية والإنجابية.
ولفت التقرير إلى أن قطاع الكهرباء كان له نصيبه الوافر من الدمار، إذ تشهد البلاد انقطاعات متكررة للتيار الكهربائي، تصل إلى ساعات طويلة، ما يعطل مصالح المواطنين، ويهدد حياة المرضى بشكل خاص، الذين يعتمدون على الأجهزة الطبية، وبالتالي فإن انقطاع الكهرباء يحرمهم من الحصول على الخدمات الأساسية، مما ينتهك حقوقهم الإنسانية والقانونية في الحياة والصحة والكرامة.
ونوه التقرير بأن انقطاع التيار الكهربائي لساعات طويلة يعطل أعمال المواطنين ويهدد حياتهم وبالأخص المرضى الذين يعتمدون على الأجهزة الطبية، كما أن الانقطاعات المستمرة تحرمهم من الحياة الكريمة والحصول على الخدمات الأساسية، مما ينتهك حقوقهم الإنسانية والدستورية في الحياة والصحة والكرامة.