بتهمة إعانة العدوان حوكمت أسماء العميسي 22عاماً، في العام 2017، ولاحقاً في بداية 2018 صدر بحقها حكم بالإعدام من المحكمة الجزائية المتخصصة في صنعاء إضافة إلى رجلين حوكما غيابيا هما: «أحمد باوزير» و»سعيد الرويشد».
وتعد «أسماء العميسي» هي المتهمة الوحيدة التي مثلت أمام المحكمة، وهي أم لطفلين وحكمت المحكمة على والدها بالسجن 15عاما، كما حكم على أسماء بالجلد 100 جلْدة لارتكابها فعل فاضح متمثل بالسفر مع أشخاص ليسواْ من محارمها كما أشارت المحكمة...!
وهي أول امرأة يمنية يصدر بحقها حكما بالإعدام لدوافع سياسية وانتقامية في اليمن.
فتحت مليشيا الحوثي للنساء سجوناً ومعتقلات ومُورس بحقهن أشد أنواع التعذيب. «يمكن الرجوع لتقرير منظمة سام للحقوق والحريات الصادر بتاريخ 3 يوليو 2019 عن وضع النساء في سجون الحوثي بعنوان: «ماذا بقي لنا».
صدر هذا الحكم من المحكمة الجزائية المتخصصة التي لا توفر فيها الضمانات اللازمة للاستقلال ولا تحترم الإجراءات القانونية الواجب اتخاذها لضمان حقوق المتهمين، وتصدر أحكاماً بالإعدام بعد محاكمات جائرة، ولم يسمح لأسماء العميسي بالدفاع عن نفسها بواسطة محامي وفقا للقانون.
وكانت «أسماء» و»والدها» و»باوزير» و»الرويشد» قد تعرضواْ للاعتقال والإخفاء القسري والتعذيب البدني والنفسي والحرمان من العلاج والابتزاز المالي منذ اعتقالهم في أكتوبر 2016، حتى عرضهم على المحكمة في نهاية 2017، وأهدرت المحكمة كل هذه الوقائع والانتهاكات...!
وقالت «منظمة العفو الدولية في بيان عن الواقعة بتاريخ 15 فبراير 2018: كان ثلاثة من المتهمين في زيارة للجزء الجنوبي من البلاد عندما ألقي القبض عليهم عند إحدى نقاط التفتيش في صنعاء في أكتوبر/تشرين الأول 2016. وتطورت الأمور إلى الأسوأ عندما بدأت السلطات في استجوابهم بتهمة أن زوج أسماء العميسي مرتبط بتنظيم «القاعدة».
وقال اثنان من المتهمين لمنظمة العفو الدولية، وهما يتحدثان من مناطق في اليمن خارج سيطرة الحوثيين، إنهما قد تعرضا للتعذيب وغيره من ضروب المعاملة السيئة في جميع المرافق التي احتجزا فيها منذ اعتقالهما، بما في ذلك أثناء احتجازهما في مبنى إدارة البحث الجنائي. ومُنعا من الاتصال بأي شخص لمدة تتراوح بين شهرين وثلاثة أشهر.
هذا وقد شَبّه ماطر العميسي «والد أسماء» عملية الاستجواب بـ «حرب نفسية» حيث «اتهمتنا الشرطة بكل شيء... بأننا جماعة إرهابية، وبأننا خلية نائمة في العاصمة صنعاء «.
وقد احتجز الرجال الثلاثة في أحد أجزاء مبنى إدارة البحث الجنائي المعروف باسم المخفي، أو «السجن المخفي»، لما يقرب من ثمانية أشهر. واحتُجزت أسماء العميسي هناك لمدة شهرين قبل ترحيلها إلى السجن المركزي.
وأُبلغ أفراد عائلة الذين يبحثون عن أحد المحتجزين في عدة سجون بما في ذلك إدارة البحث الجنائي بأنه ليس هناك، ومُنعت أسرة محتجز آخر من الحصول على أية معلومات عنه لمدة ثلاثة أشهر، وقد أقامواْ مراسم عزاء، اعتقاداً منهم أنه قد تُوفي.
أخبر والد أسماء العميسي البالغ من العمر 50 عاما، وكان محتجزاً معها في مبنى إدارة البحث الجنائي، منظمةَ العفو الدولية كيف تعرضا للتعذيب حيث أفاد» أنهم «كانوا يحضرون اثنين آخرين «سعيد الرويشد وأحمد باوزير» إلى غرفتنا معصوبي العينين وأيديهما مقيدة، ويضربونهما أمامنا، ويجبرونا على مشاهد عملية الضرب. فكانوا يضربونهما ويطلبون منهما الاعتراف بينما ينكران ارتكاب أية مخالفات. نحن «أسماء وماطر العميسي « بقينا صامتين خوفا من أن يُطلقواْ النار علينا. الله وحده يعلم مدى العذاب الذي تعرضنا له «.
قال سعيد الرويشد «34» عاماً: «لم يسمحواْ لنا بالنوم، واستمرواْ في ضربنا.. كانواْ يستجوبونني من الثالثة بعد الظهر حتى الرابعة أو الخامسة مساء في اليوم التالي. وكان يستمر هذا لعدة أيام متتالية، وكان كل استجواب يتخلله تعذيب وضرب. كانوا يسألونني «هل أنت مع التحالف العربي...؟ وهل تجندون المقاتلين من أجل التحالف...؟ وهل أنت جزء من شبكة التجسس...؟»
ووصف «سعيد الرويشد» لمنظمة العفو الدولية كيف كان هو وأحمد باوزير مكبلين بالسلاسل من معصميهما، وكيف تم تعليقهما من السقف لمدة ساعات في المرة الواحدة، وأحيانا طوال الليل. وتعرضهما للركل واللكم، بما في ذلك أعضائهما التناسلية، وضربهما بالأحذية، وتهديدهما بالاغتصاب، وتعرضهما للألفاظ النابية.
وقد اطلعت منظمة العفو الدولية على سجلات طبية تؤكد وقوع إصابة واحدة على الأقل، من الإصابات الخطيرة من جراء الضرب.
ووفقاً لما ذكره والد أسماء العميسي لمنظمة العفو الدولية فإن أسماء قد تعرضت أيضا للضرب، بما في ذلك اللكمُ، والضرب بالعصا، وبأيدي إحدى الشرطيات. وعندما سُمح لأسر المتهمين بالاتصال بهم، طُلب منهم إرسال نقودٍ لتغطية نفقاتهم في السجن، بما في ذلك الغذاء؛ غير أن حراس السجن من الحوثيين والسماسرة قاموا بابتزاز المحتجزين مراراً وتكراراً، فهم يستحوذون على نصف النقود التي ترسلها عائلات المحتجزين، ومُنع أفراد الأسرة من جلب أشياء مثل البطانيات والملابس؛ حتى أن أحد المتهمين ظل يرتدي نفس الملابس الداخلية لمدة ثمانية أشهر.
وقد أصيب «أحمد باوزير» بمرض شديد في الكبد، على الرغم من أنه كان يتمتع بصحة جيدة ولياقة بدنية قبل اعتقاله. وبعد ثمانية أشهرتجرأت عائلته أخيراً على السفر من منطقة الجنوب لزيارته، وجمعت مبلغاً صغيراً من المال من أجل علاجه وتوفير الأدوية له، بما في ذلك اضطرارها لدفع أجرة السيارة التي نقلته إلى المستشفى، حيث يتلقى الرعاية الطبية وهو محاط بعدد من الحراس يصل إلى ستة.
في 31 أغسطس 2020 , كتب محامي «أسماء العميسي» عبد المجيد صبرة في صفحته على الفيس بوك أن «حالة أسماء العميسي الصحية التي لاتحتمل التأخير لانعدام الرعاية الصحية المتخصصة في السجن المركزي بحسب تقرير رسمي صادر عن مستوصف السجن المركزي في تاريخ 28 يوليو/ تموز 2020، ورد فيه أن أسماء العميسي تعاني من تكرار النزيف وهبوط في نسبة الدم وآخر فحص كانت نسبة الدم لديها (8)، وهذا يؤدي إلى دوخة وإرهاق وبدأ يؤثر على القلب، وخلص التقرير إلى أنها تحتاج إلى متابعة وعلاج في مركز متخصص بالنساء والولادة ومتابعة حالتها بشكل دوري تفاديا لأي مضاعفات. لم يتم معالجتها حتى كتابة هذا الخبر.