على مدى سنوات، حققت منظمة سام للحقوق والحريات في اليمن إنجازات بارزة، ما يعكس التفاني والإخلاص لفريق عملها الذين يعملون بصمت في الميدان. جهودهم المتواصلة والجادة أثمرت في إصدار 47 تقريرًا نوعياً. تناولت أغلب الانتهاكات التي ترتكبها الأطراف المتنازعة في اليمن، بالإضافة إلى أكثر من 500 بيان حقوقي وعشرات الأنشطة، كل ذلك تحت شعار "لسنا محايدين، نحن في صف الضحايا".

نفخر في منظمة سام بجهود فريقنا ونود تقديم الشكر لكل من عمل بإخلاص ودون ضجيج. رغم أن الكثير من العمل تم تنفيذه بشكل تطوعي أو بشيء يشبه ذلك، إلا أن الإيمان بالقضية وحق الضحايا في العدالة شكّل الدافع للاستمرار والابتكار للوصول إلى هذا المستوى من الاحترام والتقدير.

اخترنا شعار "لسنا محايدين، نحن في صف الضحايا" لنؤكد على التزامنا الراسخ بمكافحة الظلم والاضطهاد. هذا الشعار ليس مجرد كلمات، بل تعبير عن جوهر المنظمة وتعهدها الصادق بالدفاع عن حقوق الإنسان والعدالة.

عندما يُخيّم علينا التعب ويتسلل اليأس إلى نفوسنا، تُلهمنا رسائل الأمهات والمعتقلين الذين تم إطلاق سراحهم وأصدقاء وذوي المظلومين الذين يطلبون مساعدتنا. مثل رسائل تقول "أوصانا أخي المحتجز أن نتواصل بكم لتكونوا عوناً لنا". ندرك حينها أننا أصبحنا جزءًا من هذه المعاناة وأن من واجبنا الاستمرار بكل ما نمتلك من مساحة وقدرة.

لقد واجهنا تهديدات وحملات تحريض من مختلف الأطراف المشاركة في النزاع باليمن، بعضها كان مباشرًا والآخر عبر وسائل الإعلام. بحمد الله، تمكنا من تجاوز هذه التحديات كغيمة عابرة وواصلنا مهمتنا.

على الرغم من التحديات الكبرى التي تواجهها اليمن، سنستمر في دعم ومناصرة الضحايا، مدركين أنه قد يكون هناك تقصير أحيانا لأسباب عدة، أبرزها القيود المادية. فريقنا محدود، والقضايا أوسع مما تسمح به إمكانياتنا، ولكننا مستمرون في الوقوف إلى جانبكم، داعمين ومدافعين عن العدالة وكشف الظلم أيًا كان مصدره.

لا يسعنا إلا أن نقدم شكرنا لشركائنا المحليين والدوليين من المنظمات والناشطين الذين أسهموا في إنجاح مهمتنا وزودونا بخبراتهم ورؤاهم، فضلًا عن بناء الشراكات التي ساعدت في تطوير عملنا.

في النهاية، تكرر منظمة سام شكرها وتقديرها العميق لفريق العمل الميداني على تفانيهم وإسهاماتهم القيمة في سبيل تحقيق العدالة والكرامة للجميع.