بالتزامن مع اليوم العالمي لضحايا العدوان من الأطفال الأبرياء
هناك حاجة إلى اتخاذ إجراءات جدية لحماية حقوق الأطفال في اليمن
  • 04/06/2023
  •  https://samrl.org/l?a4821 
    منظمة سام |

    جنيف- دعت  منظمة سام للحقوق والحريات في بيان صدر عنها اليوم الأحد بالتزامن مع اليوم العالمي للأطفال الأبرياء ضحايا العدوان  - الذي يصادف ٤ يونيو / حزيران - إلى وقف الانتهاكات التي يتعرض لها الأطفال في اليمن بسبب الحرب،  والتي تسببت في حرمانهم من حقوقهم الأساسية، حيث يتعرض الأطفال اليمنيون إلى العديد من الانتهاكات الخطيرة  كالقتل  والإصابات المختلفة والتجنيد الإجباري والحرمان من التعليم والصحة، إلى جانب ممارسات الاعتقال التعسفي والتهديد، الأمر الذي يشكل انتهاكا جسيما وتعديًا خطيرًا على الحصانة والحماية الخاصة التي أقرها القانون الدولي للطفل .

    وقالت إن هذا اليوم - كحدث عالمي - جاء للتأكيد على أهمية حماية حقوق الأطفال الأبرياء من الانتهاكات، وضمان تمتعهم بالحقوق الأساسية التي كفلها لهم القانون الدولي، وضرورة تمتعهم بالصحة النفسية والبدنية والعقلية، بعيدا عن معاناة الحرب،  لكن للأسف مع دخول الحرب اليمنية عامها التاسع، لا يزال أطفال اليمن يتعرضون لانتهاكات جسيمة وممارسات خطيرة تحرمهم من حقوقهم الأساسية.

    وذكرت "سام" أن هذا اليوم يأتي على اليمن ولا يزال الأطفال اليمنيون - لا سيما أطفال تعز التي تعاني من حصار مطبق ومستمر منذ سبع سنوات - يأملون بأن يأتي اليوم الذي يتمتعون فيه بأبسط حقوقهم الأساسية التي لا تزال أطراف الصراع المختلفة تنتهكها وبشكل غير مبرر دون إحداث أي تقدم فعلي من قبل المجتمع الدولي في جانب توفير الحصانة للأطفال في اليمن.

    وأرجعت المنظمة الحقوقية تراجع مؤشرات حماية حقوق الأطفال في البلاد لعدة أسباب أهمها:

    1 - انقلاب جماعة الحوثي على المؤسسات الحكومية الشرعية في ٢٠١٤، مما أدخل اليمن في فترة صراع مستمر حتى هذه اللحظة.

    2 - التدخل الخارجي من بعض الدول العربية، دون التزام واضح بحماية حقوق الإنسان وحقوق الأطفال على وجه الخصوص.

    3 - خطاب الكراهية والانقسام السياسي والطائفي داخل مكونات الشعب اليمني جعل الأطفال الضحية الأكبر في أتون هذا الانقسام.

    4 - تعرض المؤسسات التعليمية والصحية إلى الانتهاك والتدمير مما حرم الآلاف من الأطفال من حقوقهم في التعليم والصحة.

    5 - الوضع الاقتصادي المتردي وغياب خطة استجابة طارئة جعل الكثير من الأطفال عرضة للاستغلال سواء بالتجنيد أو الأعمال الشاقة او الاستغلال الجنسي.

    6 - التهجير القسري الداخلي بسبب الحرب أو الانتقام السياسي بعد تفجير المنازل مما حرمهم الاستقرار النفسي والاجتماعي، حيث يعيش أكثر من ٩٠٠ ألف طفل في مخيمات النزوح في مأرب.

    7 - غياب المساءلة لمرتكبي انتهاكات حقوق الإنسان الجسيمة حيث تعرض العديد من الأطفال اليمنين لأخطار جسيمة أوصلتهم إلى الموت أو الإعاقة الدائمة بسبب القصف العشوائي للطيران والصواريخ أو الألغام المزروعة أو الزج المباشر بهم في الأعمال القتالية.

    وشددت المنظمة على أن ما ترصده بشكل دائم يعكس صورة قاتمة عن مستوى تمتع الأفراد بحقوقهم، لا سيما وأنها توثق بشكل يومي عشرات الانتهاكات بحق الأطفال في ظل غياب حلول سريعة، خاصة التأهيل النفسي أو إيجاد مناطق آمنه من القصف تتوفر لهم فيها متطلبات الحياة الأساسية كالتعليم وغيرها، مما جعل الأطفال يعيشون أوجاع الكبار ومعاناتهم النفسية.

    وأشارت "سام" إلى أنه تم توثيق قتل أكثر من 5700 طفل، سقط العدد الأكبر منهم في مدينة "تعز" بعدد 1100 طفلا، وسقط العدد الأكبر من أولئك الأطفال بسبب قصف طيران التحالف وانتهاكات جماعة الحوثي؛ حيث يتحمل التحالف المسؤولية عن مقتل 450 طفلا فيما تتحمل جماعة الحوثي مسؤولية قتل 1549 نتيجة لاستخدامها الألغام وعمليات القنص وغيرها من الانتهاكات.

    هذا وقد أصيب نحو 8310 طفلًا، منهم 3131 بقصف طيران التحالف والقصف العشوائي لجماعة الحوثي، فيما أصيب نحو 730 طفل بسبب الألغام، وبينت المنظمة أن دول التحالف تتحمل المسؤولية عن إصابة 305 أطفال فيما تتحمل جماعة الحوثي المسؤولية عن إصابة 4296 طفلا.

    وأكدت سام أن تجنيد الأطفال لا يزال يشكل معضلة كبيرة في الصراع المستمر، حيث يتم استغلال الوضع الاقتصادي للأسر، وتجيش المؤسسات التعليمية لجذب الأطفال إلى المعسكرات القتالية. وقد أصدرت سام تقريرين عن تجنيد الأطفال الأول في فبراير ٢٠٢١ بعنوان "عسكرة الطفولة"، والثاني في فبراير ٢٠٢٣ بعنوان "مازالوا في الجبهة" تضمن التأكيد على أن جماعة الحوثي متهمة بتجنيد أكثر من 20 ألف طفل وإشراكهم في النزاع المسلح، إلى جانب مسؤولية الجماعة عن 797 حالة اختطاف من أصل 888 حادثة اختطاف لأطفال.

    وأشارت المنظمة بأن مدينة "تعز" المحاصرة تأتي في مقدمة المناطق التي تعرض أطفالها للإصابات بعدد 4250 طفلا نتيجة للقصف العشوائي، حيث وصل عدد ضحاياه إلى نحو 2580 طفلا و690 طفلا آخرين أصيبوا بالرصاص، بينما أصيب 280 طفلا برصاص قناصي الحوثي، وأصيب 140 طفلا على يد القوات الحكومية، بينما أصاب طيران التحالف العربي 520 طفلا، وأُصيب 40 طفلا من قبل جماعات متطرفة، ولا توجد معلومات دقيقة لعدد من أصيب من الأطفال المجندين في جبهات القتال .

    وبحسب منظمة اليونيسف فإن اليمن مجتمع فتي تتراوح نسبة الفئة العمرية دون سن 14 عاما 40 في المائة من السكان، إلا أن هناك ارقاما مروعة تتحدث عن كارثة بحق الطفولة، فهناك ما يقارب 1.71 مليون طفل نازح، و ٣٣٣٩ طفلا قتلوا ما بين 26 آذار/مارس 2015 و28 شباط/فبراير 2021 و  ٤٠٠٠٠طفل دون سن الخامسة يعانون من سوء التغذية الحاد الوخيم ، ٤٦٥ اعتداء على المرافق التعليمية واستخدامها لأغراض عسكرية بين 26 آذار/مارس 2015 و28 شباط/فبراير 2021، مليونا طفل خارج المدرسة، 10.2 مليون طفل بحاجة إلى الرعاية الصحية الأساسية ، 11.3 مليون طفل بحاجة إلى مساعدات إنسانية ، 8.1 مليون طفل بحاجة إلى دعم تعليمي طارئ، 72.5% من الفتيات يتزوجن في سن مبكرة (دون سن 18) ، 2.3 مليون طفل دون سن الخامسة – اثنان من كل خمسة أطفال في هذه الفئة العمرية في اليمن – معرضون لخطر الإصابة بسوء التغذية الحاد.

    تؤكد "سام" على أن أي جهد دولي يجب أن يُبذل أولا في الضغط على كافة أطراف الصراع من أجل وقف انتهاكاتهم وضمان تقديم المخالفين للعدالة كخطوة أولى لحماية الأطفال في اليمن، ومن ثم دعوة جميع الأطراف السياسية لحوار شامل لبحث الخطوات الأولى في إرساء قواعد العدالة والديمقراطية، بالاستناد على قواعد ومواثيق القانون الدولي التي تضمن الحماية الكاملة والشاملة للأطفال والأفراد وحقوقهم من أي انتهاك.

    كما تؤكد المنظمة على أن الدور السلبي للمجتمع الدولي في تعامله مع ملف اليمن الشائك يؤخر أي تقدم ملموس وحقيقي في تمتع الأطفال بالحماية الكاملة، الأمر الذي يوجب على مكونات وأفراد المجتمع الدولي بما فيها الأمم المتحدة ومجلس الأمن وغيرها من الجهات لممارسة دور أكبر وأقوى تجاه اليمن من أجل ضمان تحقيق تطلعات الشعب اليمني في بلد يخلو من الانتهاكات والحرمان من الحقوق الأساسية التي كفلها القانون الدولي.


  •  
    جميع الحقوق محفوظة لمنظمة سام © 2023، تصميم وتطوير