جنيف- قالت منظمة سام للحقوق والحريات،  إن اسير الحرب  لدى جماعة الحوثي "محمد أحمد وهبان"  توفي في سجون جماعة الحوثي في العاصمة صنعاء ، وإن رواية وفاته منتحراً " شنقاً" تثير الكثير من الشكوك ،  فسجل جماعة الحوثي مليء بمثل هذه الحوادث المشابهة والتي أظهرت في نهاية المطاف تورط الجماعة في قتل العديد من المختطفين  ، ويجب تشكيل لجنة تحقيق محايدة في الواقعة، وكشف أسباب الوفاة .

قال توفيق الحميدي " إن استمرار ملف المختطفين في سجون جماعة الحوثي، خاصة المختطفين الذين اسروا في ساحة القتال ، يثير الكثير من القلق ، في ظل رصد العديد من حالة الوفاة في أماكن الاحتجاز ، دون معرفة الأسباب الحقيقة  للوفاة ، وتكرار الادعاء بالانتحار ، دون الكشف عن الأسباب الحقيقة من قبل جهة محايدة،  في ظل الظروف الصحية السيئة في السجون ، التعذيب القاسي ، والخفاا٤ القسري للكثير منهم"

ووفقًا لما حصلت عليه "سام" من معلومات حصرية من أقارب "وهبان" وهو احد جنود لواء حفظ السلام، لقد " تم أسره في مارس بعد الانسحاب من الفرضة، أثناء قيامه بالدفاع عن مأرب عام 2020، حيث تم إخفاؤه من قبل جماعة الحوثي لمدة 8 أشهر". ووفق ما وصل المنظمة " فإن الجيش الوطني كان لديه معلومات عن أسر وهبان من خلال كاميرا لأحد عناصر الحوثي التي تم العثور عليها بعد استعادة الموقع الذي أُسر فيه محمد، حيث ظهر في مقطع فيديو تم تصويره لصالح قناة المسيرة وهو في قبضة جماعة الحوثي".

وأظهرت المعلومات التي تلقتها "سام" بأن " جماعة الحوثي قامت بنقل وهبان بعد 8 أشهر من اختطافه إلى سجن القصر في التحرير، وظل هناك إلى أن سُمح لوالدته بزيارته،  عام 2021 حيث أبلغت والدته أقاربه بأن الحوثيين أقاموا له جلسات في المحكمة العسكرية وهددوه بالإعدام". وأضاف المصدر " كنا نظن أن هذا نوع من التعذيب النفسي وأبلغنا والدته بألا تقلق لأن ابنها أسير ولا محاكمة للأسير، لكننا فوجئنا بإصدار حكم الإعدام في نهاية 2022 من نفس المحكمة التي كانت تنظر قضيته".

واختتم الشاهد حديثه مع المنظمة بقوله " اليوم تم الاتصال بوالدته و إخبارها بأن ابنها محمد وهبان جثة في المستشفى العسكري، وقاموا بالادعاء بأن ابنها مات منتحرًا حيث قام بطعن نفسه".

يُشار هنا إلى أن المنظمة اطلعت على نسخة من حكم الإعدام الصادر بحق "محمد وهبان بتاريخ 15 أغسطس 2022 والذي جاء فيه " حكمت المحكمة بإدانة المتهم محمد أحمد وهبان بجريمة إعانة العدو المنسوبة إليه في قرار الاتهام، ومعاقبته بالإعدام تعزيرًا رميًا بالرصاص حتى الموت".

تؤكد المنظمة على أن ظروف اعتقال وتوقيف "وهبان" ومحاكمته وأخيرًا وفاته تحمل العديد من الدلالات والشبهات الجنائية لا سيما مع تاريخ جماعة الحوثي المليء بالحوادث المشابهة والذي يؤشر على أن جماعة الحوثي قد تكون متورطة في مقتله.

من جانبه قال توفيق الحميدي رئيس منظمة "سام" للحقوق والحريات " يبدو أن جماعة الحوثي مستمرة في انتهاكاتها ضد المعتقلين لديها في  ظل إفلات شبه كامل من العقاب وغياب الرقابة من أي نوع، لا سيما بعد سيطرتها على مفاصل الدولة ومؤسساتها وبشكل أخص القضاء في خطوة لإضفاء الشرعية على أحكامها الجائرة بحق خصومها ومعارضيها".

وأضاف "خلال الفترة الماضية رصدنا العديد من الحوادث المماثلة عن معتقلين تمت تصفيتهم داخل سجون جماعة الحوثي بحجة تردي أوضاعهم الصحية تارة وانتحارهم تارة أخرى، الأمر الذي يعكس استمرار جماعة الحوثي في الإمعان بانتهاكاتها وجرائمها في ظل غياب المساءلة الدولية عن تلك الممارسات الخطيرة".

واختتمت سام بيانها بالتأكيد على أهمية فتح تحقيق عاجل في تداعيات الحادثة وتقديم المخالفين للمحاكمة العادلة وضرورة عمل مراجعة شاملة لممارسات الأجهزة والأفراد التابعين لجماعة الحوثي والمتهمين بارتكابهم لانتهاكات خطيرة وغير مبررة.