جنيف- قالت منظمة سام للحقوق والحريات إن الكارثة الإنسانية التي تعرض لها أبناء تهامة في محافظة الحديدة بفعل السيول والأمطار الغزيرة تسببت بخسائر فادحة في الأرواح وسبل العيش، وأحدثت دمارًا في العديد من المنازل، في واحدة من أشد الكوارث فداحة على مستوى البلاد، وهو ما يستدعي تدخلات إنسانية عاجلة.
وأوردت سام أن مناطق عدة، بما في ذلك بلاد الرقود ومديرية زبيد وقرية الزين في مديرية القناوص، تواجه أزمات إنسانية خطيرة نتيجة للسيول المدمرة التي اجتاحت تلك المناطق. فقد تم العثور على جثث على أطراف الوديان، مما أثار قلقاً كبيراً بشأن المفقودين، حيث تشير الإحصائيات الأولية إلى وجود عدد كبير من النساء والأطفال المفقودين. في مديرية الدريهمي، تعرضت سيارة ركاب لجرف السيل، ولا يزال مصير الركاب مجهولًا، كما تضررت العدديد من المنازل، حيث تهدم منزل على عائلة، مما أدى إلى وفاة الأب والأم. وفي قرية آل سهل، جرفت السيول امرأتين، ولا يزال مصيرهم غير معروف.
تشير التقارير أيضاً إلى خسائر فادحة في الثروة الحيوانية، بما في ذلك المواشي والدواجن والنحل، إضافة إلى الأضرار الكبيرة التي لحقت بالمزارع، كما تأثرت مناطق مثل المنصورية وبيت الفقيه، وواجهت أيضًا قرى حيس والخوخة سيولًا جرفت العديد من الأشخاص.
وذكرت سام أن الحكومة اليمنية بموجب الدستور والقوانين الوطنية تتحمل المسؤولية بتقديم المساعدات الإنسانية والإغاثية اللازمة للمتضررين، استنادًا إلى المسؤولية الدستورية التي نصت عليها المادة (33) من دستور الجمهورية اليمنية، حيث: تكفل الدولة بالتضامن مع المجتمع تحمل الأعباء الناجمة عن الكوارث الطبيعيـة والـمحن العامـة.
وأشارت المنظمة إلى أن هذه الكارثة ليست مجرد حدث عابر، بل هي تجليات للضعف الهيكلي الذي يعاني منه المواطنون في مناطق تهامة المتأثرة بشدة من الصراع، وهو ما يتوجب إعادة تأهيل المناطق المتضررة، مع وضع خطط طويلة الأمد تهدف إلى إعادة بناء البنية التحتية وتحسين سبل العيش.
وأعربت سام عن أسفها البالغ لما تعرض لها المواطنون في الحديدة من كارثة، داعيةً السلطات الحكومية والمنظمات الدولية ودول التحالف إلى العمل بشكل عاجل لضمان تقديم المؤن الإغاثية اللازمة وتوفير الحماية للمتضررين، واتخاذ خطوات فورية لتأمين المساعدات، بما في ذلك: تلبية الاحتياجات الأساسية للمتضررين، مثل الغذاء، والماء، والملجأ، والرعاية الصحية، وأن تشمل الجهود المبذولة إعادة بناء المنازل والبنية التحتية، مع التركيز على خلق بيئات آمنة ومستدامة، كما دعت المنظمة رجال الإعمال إلى تكاتف الجهود لتقديم الدعم والمساعدة للضحايا في هذه الأوقات الصعبة.