جنيف- قالت منظمة سام للحقوق والحريات إن الشرطة العسكرية في مدينة مأرب احتجزت وأخفت الناشط "مانع سليمان" على خلفية كتاباته والتعبير عن آرائه، ومنعت عنه الزيارة، مطالبة بالإفراج الفوري عنه مكان إخفائه وإطلاق سراحه دون قيد أو شرط، مؤكدة أن احتجاز "مانع" غير مقبول وينتهك القواعد القانونية التي كفلت حرية الرأي والتعبير.
الساعة ١١ و ٤٠ دقيقة الموافق ١٨ يوليو يونيو/ حزيران ٢٠٢٣، اعتقلت قوة من الشرطة العسكرية في مدينة مأرب الكاتب والناشط "سليمان" 36 عاما،، من فندق اليمامة الذين يسكن فيه مع أسرته والواقع في من جولة، بذريعة سبه للصحابة وللمعتقدات الدينية، وفي اليوم الثاني أتت قوة من الشرطة العسكرية وطوقت الفندق، واقتحمت شرطة نسائية الغرفة الذين يسكن فيها في الفندق بحث عن أوراق ولابتوب يتبع سليمان، وأخذ جوال إحدى نسائية.
أقارب الناشط "سليمان" أكدوا خلال تواصلهم مع "سام" بأن هذا الأمر عار عن الصحة وأن ما قامت به الشرطة العسكرية جاء بناء على توجيهات سياسية على خلفية نشاط "سليمان" عبر مواقع التواصل الاجتماعي، كما أكدوا أنهم ممنوعون من زيارته منذ اعتقاله.
ولفتت "سام" بأنه وفقا للمعلومات التي تحصلت عليها من ذوي الناشط "سليمان" فقد قامت الشرطة العسكرية باعتقاله "دون إيضاح الأسباب له مؤكدين على أن (سليمان) لا يوجد لديه محام يمثله أمام الجهات القضائية وبأنهم منعوا من زيارته منذ لحظة اختطافه إلى هذه اللحظة".
قال توفيق الحميدي "يجب الإفراج الفوري عن الناشط سليمان، وعدم اتخاذ المبررات الدينية لاعتقال الأشخاص، والتضييق على حرية الرأي، فهذا سلوك غير مقبول ولا يخدم الحريات العامة في اليمن، ويضع السلطات العامة المسؤولية" وأضاف "أن نشاط سليمان أو غيره من النشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي ينبغي أن يحترم، لأن سلوك السلطات يمثل تهديدا حقيقيا للحقوق الأساسية التي كفلها الدستور اليمني والقانون الدولي في ضمان حرية التعبير دون ملاحقة أو اعتقال
زوجة الناشط" سليمان "، أبرزت في مناشدة وجهتها إلى مجلس القيادة الرئاسي ومحافظ محافظة مأرب عضو المجلس الرئاسي الشيخ سلطان الفرادة، وأناشد المنظمات الحقوقية والإنسانية، وأناشد المنظمات الدولية" التدخل لإنقاذ زوجي مما يتعرض من اضطهاد بعد مداهمة منزلنا واختطافه وتغييبه وتعذيبه في السجن ومنعنا من زيارته بسبب آرائه وكتاباته الفكرية ". وأضافت زوجة" سليمان "خلال مناشدتها" نحمل كل من قام بسجنه والتحريض على حياته وتكفيره وتعذيبه المسئولية الكاملة تجاه ما نتعرض له جميعا ".
تؤكد" سام "أن ما استمعت له من إفادات وما تابعته من وقائع أظهر بشكل لا شك فيه انتهاك السلطات في مأرب والشرطة العسكرية بشكل خاص الحقوق القانونية التي كفلها القانون الدولي واليمني من الحق في السلامة والتمثيل القانوني أمام المحاكم وعدم التوقيف إلا بعد حكم قضائي ينتج عن محاكمة مكتملة الأركان.
ما قامت به السلطات في مأرب بتعارض مع نصوص الدستور اليمني، والمادة 19 من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان والعهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية على أن" لكل إنسان الحق في حرية التعبير. ويشمل هذا الحق حريته في التماس وتلقي ونقل المعلومات والأفكار من جميع الأنواع، دونما اعتبار للحدود، سواء بالقول أو الكتابة أو بالطباعة أو في قالب فني أو بأية وسيلة أخرى يختارها ".
واختتمت المنظمة بيانها بدعوة السلطات في مأرب بالإفراج الفوري وغير المشروط عن الكاتب والناشط" مانع سليمان "وتمكين ذويه من زيارته، مشددة على أن توقيف الأشخاص ومحاكمتهم يجب أن تستند إلى القواعد الإجرائية التي كفلها القانون، مؤكدة على أن تهديد النشطاء بالحبس والاختطاف ممارسة لا تحترم القوانين وتعتبر مخالفة أخلاقية وقانونية جسيمة للقواعد المتعارف عليها.