جنيف- قالت منظمة سام للحقوق والحريات إن قوات عسكرية اختطفت "حميد غالب فرحان" بتاريخ 29 مارس/آذار الماضي، وما زال مخفياً قسرا حتى هذه اللحظة، مطالبة الجهات الأمنية في عدن الكشف عن مصير المواطن "حميد غالب" وإعادته إلى أهله وتقديم الجناة للعدالة الجنائية.
ذكرت المنظمة في بيان صدر عنها اليوم الأحد، 5 مايو 2024 أنها تلقت شكوى من أسرة المواطن "حميد غالب" جاء فيها: " إننا نبلغكم ونبلغ الرأي العام كما أبلغنا الجهات الأمنية، بأن الوالد المواطن (حميد غالب فرحان) قد تم اختطافه من قبل جهة مجهولة أخذته من أمام مدرسة توبس الأهلية الكائنة في حي الإنشاءات المنصورة خلف نايتي مول الواقع على خط التسعين، وذلك مساء يوم الجمعة الموافق 29 مارس 2024، في تمام الساعة 7:30 مساءً، على متن طقم عسكري، كان على متنه ثلاثة أشخاص مسلحين بزي عسكري، وهذه التفاصيل وضحتها كاميرات العمارة التي نزل منها حيث تناول وجبة الإفطار ونزل لصلاة العشاء".
وأضافت العائلة " والآن بعد مرور شهر لم نتلق أي إجابة من الجهات الأمنية التي وعدتنا مشكورة بالتحري وبذل قصار جهدها للبحث عنه وإيجاده وإعادته لأسرته وأطفاله".
تؤكد "سام" أنها اطلعت على مقطع فيديو مأخوذ من إحدى كاميرات المراقبة في الحي الذي وقعت به حادثة الاختطاف، حيث أظهرت الكاميرا قدوم سيارة عليها عدد من الأشخاص المسلحين قاموا باختطاف أحد الأفراد تبين بعد ذلك أنه المواطن "حميد غالب"، كما قامت تلك الكاميرات بإظهار قدوم تلك السيارة في أوقات سابقة لمراقبة المكان.
بحسب ما أفادت به العائلة فإن "حميد غالب" قد تم اختطافه بالخطأ بدلًا من شخص آخر حيث قال ابن المختطف " لم يكن والدي المستهدف في عملية الاختطاف، بل رجل الأعمال والمستثمر السابق لسوق الخضار المركزي ومالك سوق القات بالمنصورة بعدن (عبدالسلام أحمد فرحان الشرعبي)، ولكن شاءت الأقدار أن يكون والدي ضيفاً عند عبدالسلام ليلة الاختطاف لتناول وجبة الافطار، وعند خروج والدي من منزل المستثمر في نفس توقيت الخروج المعتاد لصاحب المنزل إلى صلاة العشاء فتم اختطاف والدي بالخطأ بسبب التشابه الكبير بينه وبين المدير السابق للسوق والمستهدف من قبل الأطقم المراقبة للمنزل منذ أيام".
وأضاف "بعد اختطاف والدي لم يقوموا بالإفراج عنه، بل اعتقدوا بأن والدي على صلة قرابة مع "عبدالسلام الشرعبي" لكي يشكلوا ضغطاً لإجباره على بيع سوق القات والتخلي عن مستحقاته من الإيجارات حسب العقد، رغم عدم وجود أية صلة قرابة بينه وبين عبدالسلام سوى أنه يعمل موظفاً في إحدى وكالات التسويق الزراعية بعدن التابعة لـ(عبدالسلام الشرعبي)".
تؤكد "سام" على أن ما حدث للمواطن "حميد غالب" جريمة اختطاف مكتملة الأركان توجب على السلطات الأمنية في عدن التي تتبع لها المنطقة التي حدثت فيها جريمة الاختطاف، التحرك العاجل والكشف عن مصيره بدلًا من سياسة الصمت والتسويف غير المبرر تجاه ما وقع من انتهاك خطير.
واختتمت سام بيانها بدعوة سلطات محافظة عدن لا سيما الأجهزة الأمنية، الكشف عن مصير "حميد غالب" بشكل فوري دون اشتراطات، مشددة على أهمية قيام الجهات التي تشرف على المنطقة التي وقع بها حادثة الاختطاف من تقديم المعلومات الكافية حول تلك الحادثة والأشخاص المتورطين بها والعمل على تقديمهم للمحاكمة العادلة نظير انتهاكهم غير المبرر والخطير لعدد من قواعد واتفاقيات القانون الدولي.
كما تؤكد المنظمة على أن تكرار مثل هذه الحوادث يناقض ما تُصرح به الجهات الأمنية هناك بالتزامها بالقواعد القانونية، ويعزز من تصاعد الانتهاكات بدلًا من أن تكون الأجهزة الأمنية هي مصدر الأمان والحماية للمواطنين اليمنيين.