جنيف- قالت منظمة سام للحقوق والحريات إن جماعة الحوثي مستمرة في انتهاكاتها تجاه العاملين في القطاع الإنساني، حيث أُعلن اليوم الثلاثاء 11 فبراير، عن وفاة الموظف في برنامج الأغذية العالمي (WFP) أحمد باعلوي، أثناء احتجازه في سجون الحوثيين بمحافظة صعدة، وهو واحد من سبعة موظفين محليين احتجزتهم الجماعة تعسفياً منذ 23 يناير، مؤكدةً أن هذه الحادثة المأساوية تسلط الضوء على المخاطر الجسيمة التي يواجهها العاملون في المجال الإنساني في اليمن.

واعتبرت "سام" أن استمرار هذه الانتهاكات يعود بشكل كبير إلى غياب الضغط  الغير مبرر من قبل المجتمع الدولي تجاه ممارسات الحوثيين، مما شجعهم على التمادي في قمع الحريات واستهداف المدنيين، بمن فيهم العاملين في المنظمات والوكالات الأممية في اليمن.

وذكرت المنظمة أن العاملين في المجال الإنساني يتمتعون بحماية خاصة بموجب القانون الدولي الإنساني واتفاقيات حقوق الإنسان، والتي تنص على وجوب احترام وحماية هؤلاء العاملين وتيسير عملهم الإنساني دون عوائق.

وأشارت منظمة سام إلى أن هذه الحادثة تعيد إلى الأذهان حادثة هشام الحكيمي، مدير قسم الأمان والسلامة في منظمة إنقاذ الطفولة الدولية، الذي توفي في أكتوبر 2023، داخل سجن الأمن القومي التابع لجماعة الحوثي في صنعاء بعد اختطافه واحتجازه لمدة 50 يومًا في ظروف غير إنسانية ولم يتمكن أحد من رؤيته أو التحدث إليه طوال فترة احتجازه، كما لم يتم توجيه أي اتهامات أو إجراءات قانونية ضده. معتبرةً أن هذه الحوادث مؤشراً خطيراً على المخاطر الجسيمة التي يواجهها العاملون في المجال الإنساني في اليمن.

وأعربت منظمة سام عن مخاوفها على بقية العاملين والمحتجزين والمخفيين قسرا من قبل جماعة الحوثي في ظل الدور السلبي السائد  للمجتمع الدولي، وغياب أي مؤشرات قوية  عل الضغط على جماعة الحوثي للإفراج عن موظفي المنظمات الأممية المحتجزين، مطالبةً باتخاذ إجراءات أكثر حزمًا  تجاه جماعة الحوثيين وإجبارهم على الإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع الموظفين المحتجزين.

وجددت "سام" مطالبتها للمجتمع الدولي بالقيام بمسؤولياته تجاه حماية المدنيين والعاملين في المجال الإنساني في اليمن، وتؤكد على ضرورة محاسبة المسؤولين عن الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان.