جنيف - قالت منظمة سام للحقوق والحريات إنّ الانتهاكات المتصاعدة بحق الكتّاب والصحفيين والنشطاء في مناطق سيطرة جماعة الحوثي تمثل جزءًا من سياسة ممنهجة تستهدف حرية الرأي والتعبير، وتكشف عن مناخ قمعي يهدد الحريات العامة ويصادر الحق في المشاركة المجتمعية.
وأوردت المنظمة أن جماعة الحوثي اختطفت الشاعر والكاتب أوراس الإرياني بتاريخ 22 سبتمبر 2025، مشيرة إلى أنّه خرج من منزله في صنعاء بعد المغرب، وانقطع الاتصال به، حيث أُغلق هاتفه، كما أضافت أنّ صفحة الكاتب على فيسبوك اختفت بعد ساعات من اختفائه.
وذكرت المنظمة أنّها سجلت أيضاً اختطاف الصحفي ماجد زايد بتاريخ 23 سبتمبر 2025، مشيرةً إلى أنّ ذلك جاء بعد يومين من نشره لأغنية وطنية تحتفي بالعلم اليمني، على فيسبوك، بالتزامن مع حلول ذكرى ثورة السادس والعشرين من سبتمبر.
وأكدت المنظمة أن مصيرهما لا يزال مجهولاً ولا يُعرف مكان احتجازهما، معتبرةً أن هذه الاعتقالات تأتي في إطار سياسة متكررة لجماعة الحوثي تقوم على الانتقام من كل من يحيي ثورة 26 سبتمبر أو يعبّر عن مواقفه تجاه هذه المناسبة، بما فيها رفع الأعلام ونشر الأغاني الوطنية.
وأشارت المنظمة إلى أنَّ محاولة الانتقام من كل من يحتفي بثورة 26 سبتمبر تشكّل محاولة لطمس ذاكرة وطنية يعتبرها اليمنيون تاريخاً مجيداً، معتبرةً أنَّ المساس بالاحتفاءات الوطنية والاعتقال بسببها يعرّض النسيج الاجتماعي والهوية الوطنية لأضرار جسيمة.
وأبرزت سام أنَّ هذه الاعتقالات والإجراءات تمثل تجلّياً واضحاً لمناخ القمع والاضطهاد ومصادرة الحريات الأساسية، مشددةً على أنّها تشكّل انتهاكاً صارخاً لحقوق الإنسان، وبخاصة حرية الرأي والتعبير والحق في الأمن الشخصي وعدم التعرض للاختطاف والاحتجاز التعسفي.
وطالبت المنظمة جماعة الحوثي بالكشف فوراً عن مكان احتجازهما والسماح لذويهما والمحامين والمنظمات الحقوقية بالاتصال بهما والتواصل معهما دون قيود، وإتاحة التحقيق الشفاف والمستقل في ظروف اختفائهما ومحاسبة المسؤولين عن أي انتهاكات، داعيةً إلى الإفراج الفوري وغير المشروط عن أوراس الإرياني وماجد زايد.
كما دعت المجتمع الدولي، بمن فيهم آليات حقوق الإنسان الأممية والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة، بالتنديد الفوري بالضغط على جماعة لوقف سياسة التنكيل بالصحفيين والأدباء والنشطاء، والعمل على ضمان احترام اليمن لالتزاماته بموجب الاتفاقيات الدولية ذات الصلة؛ بما في ذلك حظر الاحتجاز التعسفي وحماية حرية التعبير والتجمّع.
وأكدت منظمة سام على ضرورة اتخاذ إجراءات عاجلة لحماية الصحفيين والأدباء والنشطاء من الاعتقال والتضييق، داعيةً منظمات المجتمع المدني المحلية والدولية ووسائل الإعلام إلى تكثيف جهودها لرصد الانتهاكات وتوثيقها ونشرها، وتوفير الحماية للمعرضين للخطر.