جنيف - قالت منظمة سام للحقوق والحريات إنها تتابع بقلق بالغ ما قامت به قوات أمنية تابعة للمجلس الانتقالي في مدينة عدن من مداهمة لمقر صحيفة "عدن الغد" واعتقال الصحفي فتحي بن لزرق، صباح اليوم السبت الموافق 27 سبتمبر 2025، معتبرة أن هذه الخطوة تمثل انتهاكًا جسيمًا لحقوق الإنسان ولحرية الرأي والتعبير التي كفلها الدستور اليمني والمواثيق الدولية.

وذكرت المنظمة أن الصحفي فتحي بن لزرق كان قد نشر منشورًا أفاد فيه بأن قوة أمنية داهمت مقر الصحيفة وأغلقتها باستخدام السلاح، كما بث لاحقًا فيديو مباشر يوثق لحظة الاقتحام، وأكد في بث مباشر على صفحته لاحقًا خبر الإفراج عنه من قبل شرطة كابوتا بعدن، وهو ما يؤكد خطورة ما تعرض له من انتهاك صارخ لحقه في ممارسة عمله الإعلامي بحرية وأمان.

وأشارت سام إلى أن التضييق على الصحفيين وعرقلة عملهم يُعد مؤشرًا خطيرًا على تدهور حالة الحقوق والحريات في مدينة عدن، مبينة أن هذا السلوك يعكس واقعًا مقلقًا يهدد ما تبقى من فضاء مدني حر، ويقوّض أسس الدولة المدنية القائمة على سيادة القانون وضمان الحقوق الأساسية.

وشددت المنظمة على أن حرية الكلمة تمثل الركيزة الأساسية لأي مجتمع ديمقراطي، وهي الضمان الحقيقي لحماية كرامة الأفراد، ورفع الوعي العام، وكشف الانتهاكات، ومكافحة الإفلات من العقاب.

وأكدت سام أن استهداف الصحفيين بسبب آرائهم أو نشاطهم المهني يُعد انتهاكًا مباشرًا لالتزامات اليمن الدولية في مجال حقوق الإنسان، داعية إلى احترام حرية الصحافة وحماية الصحفيين من أي أعمال انتقامية أو تهديدات.

وطالبت منظمة سام السلطات في عدن بوقف التضييق على حرية الصحافة والعمل على صون حرية الإعلام باعتبارها حقًا غير قابل للمصادرة، وركيزة أساسية لأي عملية ديمقراطية حقيقية.