انتهاك حق حرية الرأي والتعبير
تحريض ضد عهد ياسين وتصعيد أمني ضد قناة يمن شباب
  • 23/11/2025
  •  https://samrl.org/l?a5656 
    منظمة سام |

    جنيف - قالت منظمة سام للحقوق والحريات إنّ التطورات الأخيرة في الساحة الإعلامية، وما رافقها من حملات تحريض واستهداف، تعكس مناخًا متوترًا يهدد مساحة الحريات ويمسّ بشكل مباشر العاملين في المجال الصحفي. وأوضحت المنظمة أنّ هذه الأجواء المتصاعدة من الخطاب العدائي والتضييق تمهّد لبيئة غير آمنة للإعلاميين والإعلاميات، الأمر الذي يستدعي موقفًا حقوقيًّا واضحًا يضع حماية حرية التعبير وصون الكرامة الإنسانية في مقدمة الأولويات.

    قالت الصحفية عهد ياسين لمنظمة سام إنها تتعرض حاليًا لحملة تحريض وتكفير يقودها أحد الدعاة المعروفين، مؤكدة أن هذا الخطاب يعرّضها لخطر مباشر ويثير قلقًا بالغًا على سلامتها وسلامة أسرتها. وأوضحت أن استغلال المنابر الدينية للتحريض عليها يشكّل تهديدًا حقيقيًا قد يدفع البعض للاعتداء عليها، لاسيما أنها سبق أن واجهت مع زملائها بعد تحرير عدن اعتداءات وحملات تكفير وصلت حد اغتيال أحد المقربين منهم وخطف وتعذيب آخرين.

    وأضافت أن التهديدات المتواصلة أجبرتها على مغادرة اليمن واللجوء إلى القاهرة، لكنها ما تزال تشعر بالخوف في محيطها الجديد نظرًا لاتساع تأثير الجهة المُحرِّضة. وأكدت أن تجدد خطاب التكفير اليوم يعيد إليها تجارب الخوف والاكتئاب السابقة ويضاعف شعورها بالتهديد باعتبارها امرأة تواجه هذا الاستهداف دون حماية أو سند.

    وأعربت سام عن بالغ قلقها إزاء هذه الحملة التحريضية الأخيرة التي استهدفت المذيعة عهد ياسين عقب ظهورها الإعلامي، مشيرةً إلى أن تلك الحملة استخدمت لغة مهينة وتمييزية ذات طابع ديني وأخلاقي بهدف النيل من كرامتها المهنية والشخصية.

    وأشارت المنظمة إلى أن هذا الخطاب يُعد اعتداءً واضحًا على الحق في حرية التعبير والعمل الصحفي، معتبرةً أنه يكرّس بيئة عدائية ضد النساء العاملات في الإعلام ويعرضهن لمخاطر اجتماعية وأمنية حقيقية، ولفتت إلى أن النقد القائم على المظهر أو توظيف الخطاب الديني لتحقير النساء أو التحريض عليهن يمثل تمييزًا صارخًا وانتهاكًا لمعايير حقوق الإنسان الدولية.

    وفي السياق ذاته، تابعت سام بقلق بيان السلطة المحلية في تعز الذي هاجم قناة “يمن شباب” واتهمها بتزييف الحقائق، ودعا جهات أمنية للتحقيق معها، معتبرةً أن اللجوء للأجهزة الأمنية في معالجة خلاف إعلامي يشكل تصعيدًا خطيرًا يقوّض حرية الصحافة، ويتعارض مع التزامات اليمن الدولية، ويهدد بإسكات الأصوات المستقلة.

    اطلعت سام على البلاغ الصادر عن شبكة يمن شباب والذي أدانت فيه البيان الصادر عن محافظ تعز ضد القناة وطواقمها، معتبرةً أنّ ما جاء فيه يشكّل تهديدًا مباشرًا يهدف إلى ثني الصحفيين عن أداء مهامهم المهنية. وأوضحت الشبكة أنّ التقرير الذي نشرته استند إلى ما ورد في تقرير الخبراء الدوليين حول الأوضاع في تعز، وأنها التزمت بالمعايير المهنية عبر التواصل مع مسؤولي الإعلام في المحافظة للحصول على رد رسمي دون جدوى. 

    كما أشارت إلى أنّ السلطة المحلية بدلاً من استخدام حقها في التوضيح أو الرد، لجأت إلى طلب تدخل أجهزة أمنية للتحقيق في المادة المنشورة، وهو ما اعتبرته توجهًا خطيرًا يهدد حرية الرأي والتعبير. ودعت الشبكة نقابة الصحفيين والاتحاد الدولي للصحفيين إلى إدانة هذا السلوك وحماية العاملين في القناة وضمان عدم استغلال السلطة في التضييق على العمل الإعلامي.

    وشددت سام على أنّ التعامل مع أي خلاف يتعلق بالتغطيات الصحفية ينبغي أن يتم عبر الوسائل المهنية والقانونية المتعارف عليها، سواء من خلال إتاحة حق الرد أو اللجوء إلى القضاء المدني، معتبرةً أن جرّ القضايا الإعلامية نحو الأجهزة الأمنية أو ربطها بمفاهيم الأمن القومي ومكافحة الإرهاب يُعد تجاوزًا خطيرًا يفتح الباب لممارسات تعسفية تقوّض حرية الصحافة وتخرج الخلافات الإعلامية عن إطارها الطبيعي.

    ودعت المنظمة إلى وقف حملات التحريض ضد المذيعة عهد ياسين وضمان توفير الحماية لها، مؤكدة ضرورة التراجع عن أي إجراءات أو تهديدات أمنية موجَّهة لقناة “يمن شباب”، كما شددت على أهمية حماية الصحفيين والصحفيات من الخطاب العدائي والتمييز، والالتزام بالمعايير الدولية لحرية الرأي والتعبير وصون وسائل الإعلام باعتبارها ركيزة أساسية للفضاء المدني.

     


  •  
    جميع الحقوق محفوظة لمنظمة سام © 2023، تصميم وتطوير