قالت منظمة سام للحقوق والحريات في تقرير جديد أصدرته بمناسبة اليوم العالمي لمكافحة تجنيد الأطفال الذي يصادف اليوم 12 فبراير 2024، وحمل عنوان "أعيدوا لي ابني حين تصبح الطفولة ثمنًا للوصول إلى السلطة" أن جميع الأطراف المقاتلة في اليمن انخرطت في تجنيد الأطفال، وقامن بالزج بهم في أعمال قتالية أدت إلى وفاة العديد منهم.
تتبع التقرير عددًا من الأسباب التي ساهمت في تحول ظاهرة تجنيد الأطفال إلى مشكلة اجتماعية وحقوقية وقانونية في اليمن خلال سنوات الحرب.
أوضح التقرير أيضاً الظروف العامة السياسية والقانونية التي ساهمت في تفاقم مشكلة تجنيد الأطفال، موضحًا أن سيطرة جماعة أنصار الله الحوثية عام 2014 على العاصمة صنعاء، سارعت من وتيرة تجنيد الأطفال بصورة كبيرة، حيث اعتمدت الجماعة على الأطفال في كثير من الأعمال القتالية واللوجستية.
كما أشار التقرير إلى الأوضاع الصعبة التي يواجهها الأطفال الذين تم تجنيدهم في مناطق النزاع، مستندًا إلى شهادات موثقة في عدد من التقارير الدولية، وتقارير المنظمة التي استندت إلى شهادات من الأطفال الذين تركوا أو هربوا من قبضة الأطراف المقاتلة.
سلط التقرير الضوء على الأسباب المتعددة التي ساهمت في تجنيد الأطفال بصورة كبيرة، ودفعت بعض الأسر إلى المخاطرة بأبنائهم بالذهاب إلى جبهات القتال، إضافة إلى بعض الآثار التي تركتها على الأسر والأطفال، مع التأكيد على ضرورة التحرك الفوري لوقف هذه الجريمة بحق الأطفال.
ومن خلال التقرير، ناشدت منظمة سام الحقوقية الحكومة اليمنية بضرورة إصلاح التشريعات الوطنية بما يتوافق مع التوجه لتجريم تجنيد الأطفال، كما ناشدت المجتمع الدولي والجهات المعنية بزيادة الجهود للحد من ظاهرة تجنيد الأطفال والعمل على توفير الحماية اللازمة للأطفال في مناطق النزاع.
يأتي هذا التقرير تزامنًا مع الالتزام العالمي لمناهضة تجنيد الأطفال، وإيمان منظمة سام الحقوقية بحق الأطفال في طفولة بريئة وآمنة، كما تؤكد أنها مستمرة مع الشركاء في بناء عالم يحقق الحقوق الأساسية للأطفال ويحميهم من مخاطر تجنيدهم في النزاعات المسلحة.