الاسم: نشوان مقبل سعيد سيف
جهة الاعتقال: جماعة الحوثي
تاريخ الاعتقال: مارس 2017
شاهد فريق الرصد آثار التعذيب على رأس المهمش نشوان سعيد والجراح على ركبتيه بالإضافة إلى ثقوب في ساقه سببت له إعاقةً في طرفه الأيمن، ورأى أيضاً آثار نزع الأظافر من أصابع قدميه واللحم من فخذيه، كما حصل الفريق على تقريرٍ طبيٍ صادرٍ من مستشفى حكومي، يفيد بأن نشوان سعيد يعاني من تليف كبدي مزمن مع استسقاء ناتج عن تسمم كبدي.
وفي حديثه للفريق، قبل موته، حكى نشوان سعيد تفاصيل ما جرى له بعد اختطافه من قبل عناصر جماعة الحوثي عند نقطة تفتيش في منطقة الحوبان شرقي تعز، وأخذه إلى مدينة الصالح السكنية التي حولوها إلى أكبر سجن لهم في البلاد:
«حضر إليّ محققون حوثيون الساعة الثانية عشرة ليلاَ، وضعوا غطاء على عينيّ وربطوا يديّ إلى الخلف، وقيدوا رجليّ بسلاسل، طلبوا مني أن أنضم للقتال معهم فرفضت. هددوا بتوريطي بتهم متعددة، قلت لهم لن أتجند ولو عملتم معي المستحيل، التجنيد يكون بقناعة وليس بالإكراه، رد عليّ المحقق: «واضح أنك فصيح» وبدأوا بتعذيبي. في الليلة الأولى أحضروا كماشة وقاموا بنزع أظافر يديّ ورجليّ بطريقة عنيفة، كان الدم يخرج بسبب نزع الأظافر وتسبب لي ذلك بوجع شديد لن أستطيع النوم بسببه».
يطلق الحوثيون على فئة المهمشين الذين ينتمي إليهم نشوان: «أحفاد بلال» إشارة إلى بلال الحبشي، أحد أصحاب النبي محمد، وهو الصحابي الأسمر الذي عذبته قريش في رمضاء مكة. يطلق الحوثيون هذه التسمية لإدرار عاطفة المهمشين اليمنيين وإرسالهم إلى جبهات القتال من أجل فكرة جماعة الحوثي التي تقوم على أساس طبقي توضحه وثيقة "الاصطفاء الإلهي" التي تجعلهم نوعاً بشرياً متفرداً على الآخرين.
كان رفض نشوان سعيد، للتجنيد مع الحوثيين، صادماً للجماعة:
«عادوا إليّ في اليوم الثاني وعرضوا عليّ التجنيد، فرفضت أيضًا، فقاموا بضربي بعصا خشبية وغادروا».
استعصى على الحوثيين ترويض المهمش بالتعذيب.
وكانت قريش عندما ابتدأ النبي محمد الدعوة، تعذب أصحاب النبي، من أشهر أساليب التعذيب التي تعرض لها بلال الحبشي في الرمضاء وفي عز الظهيرة: وضع الصخور على صدر الآبق التواق للحرية باتباع الدين الجديد الذي يدعو إليه محمد، ورفضًا لتعظيم أوثانهم حين كان السيد يلقنه جمل التعظيم، كان بلال يردد:
«أحد أحد.. أحد أحد».
إلى حدٍ ما تتشابه طريقة تعذيب بلال الحبشي بطريقة تعذيب نشوان سعيد المنتمي للفئة التي يطلق عليها الحوثيون أحفاد بلال، ففي اليوم الثالث في معتقل الصالح جاؤوا «بشكمان» سيارة شديد الحرارة: «وضعوه في باطن عضلة الركبة وأنا في وضعية الجلوس، ثم يحنون برأسي وظهري على فخذي، ووضعوا فوق ظهري عددًا من الأحجار، وأمروني أن أقف، فلا أستطيع، فيزيدون عدد الأحجار فوق ظهري، كانوا ينزعون اللحم من أفخاذي وساقي، ثم يأتون بآلة صلبة وحادة ويضربون بها على رأسي».
لا يوجد في الروايات التاريخية ما ينبئ عن تعذيب بلال الحبشي بثَقْب ساقه بآلة صلبة حادة، قبل 14 قرناً لم تكن أساليب التعذيب متطورة في بوادي العرب ومن بينها البادية التي تسكنها قريش، بعكس ما لدى الحوثيون الذين عذبوا نشوان: «تعرضت للتعذيب بالكهرباء، بواسطة آلة حادة يغرسونها على ساقي، ويأتون بمفك ويدخلونه إلى داخل الثقب الذي تم حفره بالدريل حتى يتلذذوا بإيلامي أكثر».
استمر الحوثيون بتعذيب نشوان بهذه الطريقة لثلاثة أسابيع، بعد ذلك رموه في زنزانة انفرادية، أصيب فيها بتسمم في الكبد «وتورم جسمي، وتورمت خصيتاي بسبب الضرب والحرارة والملابس المتسخة وعدم الحركة أو التعرض لأشعة الشمس، لم يتم إسعافي ولا إعطائي أي أدوية رغم معرفتهم بمضاعفات التعذيب على جسدي وأجهزة جسمي».
بعد سنة وستة أشهر من اختطافه، أخرجوه من الزنزانة عند السادسة مساءً، وضعوا غطاءً على عينيه وحملوه فوق صندوق سيارة تابعة لهم، ساروا به إلى منطقة تسمى "شَبَام" تتبع محافظة إب : «رموني هناك على قارعة الطريق، مر بجانبي أحد سائقي الدراجات النارية وحملني إلى مستشفى الثورة في مدينة إب، وأجريت لي عملية جراحية للخصيتين، مكثت قرابة شهر حتى استطعت الخروج، فتكفل أحد سائقي الباصات بتوصيلي إلى عائلتي في مدينة تعز».
*توفي نشوان سعيد بتاريخ 29 إبريل 2019، وفي بيان لها حملت رابطة أمهات المعتقلين فرع تعز، جماعة الحوثي مسؤولية وفاته