جنيف- أعربت منظمة سام للحقوق والحريات عن قلقها وإدانتها للهجمات التي تنفذها طيران التحالف، ومليشيات الحوثي، على أهداف متعددة ومأهولة بالمدنيين الأمر الذي أدى إلى سقوط مئات الأفراد بين قتيل وجريح، بصورة تعكس حالة الاستهتار بقواعد القانون الدولي الإنساني، وحياة المدنيين الذين أصبحوا وقود هذه الحرب المجنونة دون أي نصير، مؤكدة على أن تلك الممارسات تستوجب تحركًا دَوْلِيًّا عاجلًا دون تلكأ أو اختلاق للأعذار.
وذكرت المنظمة في بيان مقتضب صدر عنها اليوم، بأن طيران التحالف بقيادة المملكة العربية السعودية والإمارات، أغار على مكان احتجاز - الذي تسيطر عليه جماعة الحوثي- والمكتظ بمئات السجناء الأمر الذي أدى إلى سقوط ما يقارب من 70 قتيل و 100 جريح وفقًا لبيان منظمة أطباء بلا حدود.
حيث بينت المنظمة على موقعها على تويتر نقلا عن رئيس بعثتها في اليمن أنه في حوالي الساعة الثانية والنصف من صباح اليوم، تعرّض السجن الاحتياطي في مدينة صعدة للهجوم بما ورد أنّه قصف جوي شنّه التحالف الذي تقوده السعودية ، حيث استقبل مستشفى الجمهورية في المدينة نحو 200 جريحٍ لغاية الآن، ويفيد بأنّ المستشفى بات مُكْتَظًّا ولا يستطيع استقبال المزيد من المرضى.
ويضيف "ووفقًا لما سمعته من زميلي في صعدة، يتواجد حتى الآن الكثير من الجثث في الموقع الذي تعرّض للقصف الجوي ومازال الكثيرون في عداد المفقودين، كما أنّه من غير الممكن معرفة عدد الأشخاص الذين قُتلوا حيث يبدو أنّه عمل مروّع من أعمال العنف".
كما وأظهرت المعلومات الأولية التي تلقتها" سام "بسقوط عدد من القتلى والجرحى من المدنيين بينهم أطفال في قصف شنته مقاتلات تتبع قوات التحالف أمس الخميس، على مبنى فرع وزارة الاتصالات في مدينة الحديدة الساحلية، دون معرفة سبب القصف أو أعداد الضحايا بشكل دقيق، مما أدى إلى قطع خدمات الاتصالات والإنترنت الأمر الذي يثير قلقها من صعوبة التواصل مع المدنيين هناك ومعرفة تطورات الأوضاع لا سيما الانتهاكات المستمرة على كافة المناطق اليمنية.
وأشارت المنظمة الحقوقية إلى أن عمليات القصف التي يشنها طيران التحالف العربي تُعيد إلى الذاكرة المجازر السيئة التي تم ارتكابها خلال الصراع اليمني والتي خَلَّفْت مئات القتلى وآلاف الجرحى دون محاسبة من قبل الجهات الدولية على تلك الجرائم ومنها ما قام به طيران التحالف العربي من استهداف سجن الشرطة العسكرية بتاريخ 19أبريل2018 والذي أدى إلى سقوط أكثر من 50 قتيل، ومجزرة سجن كلية المجتمع والذي راح ضحيته أكثر من 50 قتيل و100 جريح بتاريخ 31أغسطس 2019، إضافة لجريمة قصف سجن الحديدة بتاريخ 30 أكتوبر 2016 والتي خلفت أكثر من 60 قتيل و40 جريح.
على صعيد آخر أدانت منظمة" سام "القصف العشوائي الذي قامت به جماعة الحوثي على مناطق سكنية وأحياء مدنية ومنشآت عامة.
ففي 19 يناير قصفت جماعة الحوثي مدرسة بصاروخ بالستي الأمر الذي أدى إلى مقتل مدني يبلغ من العمر 20 عام.
وبتاريخ 20 يناير قصفت محطات بيع المشتقات النفطية في محافظة شبوه الأمر الذي أدى إلى سقوط أربعة قتلى وجريحين،
وبتاريخ ٢٠ يناير قصفت جماعة الحوثي منزل المواطن" ناجي الشريفي "بصاروخ بالستي بمدنية حريب جنوب محافظة مأرب الأمر الذي أدى إلى سقوط ثلاثة مدنيين بينهم طفل وإصابة آخرين.
وتشدد" سام "على أن استخدام القصف الصاروخي والطائرات العسكرية والصواريخ البالستية على مناطق مأهولة بالمدنيين -لاسيما- الأطفال، سيؤدي حتما لوقوع أضرار بالغة وغير متوقعة النتائج بالأعيان المدنية، الأمر الذي يخالف قواعد لاهاي واتفاقيات جنيف التي أكدتا على وجوب مبدأ التمييز بين الأعيان المدنية والأهداف العسكرية، إضافة لوجوب تحقق مبدأ الضرورة العسكرية والتناسب بين الهجوم العسكري ونتائجه.
هذا وَحَمَلْت المنظمة الحقوقية المجتمع الدولي لا سيما منظمة الأمم المتحدة ومجلس الأمن والمندوب الأممي والأمريكي لليمن تبعات استمرار سقوط مئات الضحايا على يد أطراف الصراع في ظل صمت تلك الجهات غير المبرر، الأمر الذي شجع تلك الأطراف الإمعان في انتهاكاتها ضد المدنيين في كافة المناطق اليمنية، كما حمّلت" سام "الدول التي تصدر الأسلحة إلى أطراف الصراع المختلفة عن سقوط المدنيين بسبب تلك الأسلحة داعية كافة الدول والأطراف التي تبيع تلك الأسلحة للتوقف عن إمداد الجماعات والفصائل بالأسلحة التي يتم استخدامها لقتل المدنيين والإمعان في الانتهاكات.
واختتمت المنظمة بيانها بالتأكيد على أن استمرار النزاع في اليمن سيعني تكرار مثل هذه الحوادث التي تستهدف وتؤثر بشكل أساسي على المدنيين والأفراد، الأمر الذي يستوجب تدخلًا دَوْلِيًّا لوقف مثل هذه الحوادث وغيرها، والعمل على وضع خطة إنقاذ شاملة تضمن لليمنيين تحقيق أهدافهم وتمكنهم من التمتع بحقوقهم من خلال حوار مشترك يجمع بين كافة الأطراف السياسية في اليمن.
Pic: https://www.alhurra.com/yemen/2022/01/19