اقتحام جماعة الحوثي اجتماعا للبهائيين تكريس حقيقي لتردي حرية الرأي والتعبير
  • 26/05/2023
  •  https://samrl.org/l?a4806 
    منظمة سام |

    جنيف- قالت منظمة سام للحقوق والحريات إن جماعة الحوثي مستمرة في التضييق على حرية الاجتماع والاعتقاد، حيث قامت الجماعة يوم أمس باقتحام الاجتماع السنوي للطائفة البهائية في اليمن في العاصمة صنعاء الخاضعة لسيطرة جماعة الحوثي.

    وقالت المنظمة في تفاصيل الحادث بحسب ما صرّحت السيدة "باني دوجال" الممثّل الرّئيسيّ للجامعة البهائيّة لدى الأمم المتّحدة والتي قالت: "نرى الحكومات في جميع أنحاء المنطقة العربية تسعى جاهدة للعمل من أجل السلام وتنحية الاختلافات الاجتماعية التي عفا عليها الزمن وتعزيز التعايش السلمي والتطلع إلى مستقبل مشرق. لكن في صنعاء تتجه السلطات الحوثية الحاكمة في الاتجاه المعاكس، حيث تضاعف من اضطهاد الأقليات الدينية وتشن هجمات مسلحة شرسة ضد مدنيين مسالمين وعُزَّل. لقد انتهك الحوثيون حقوق الإنسان للبهائيين وغيرهم مرارًا وتكرارًا، ويجب أن يتوقف ذلك". حيث أكدت المنظمة أن أفراد الحوثي شرعوا في اقتحام منازل البهائيين بعد اقتحام مجلسهم السنوي العام، مشيرة إلى أنها ستصدر بيانا لاحقا بشأن الاقتحام. 

    قال توفيق الحميدي "ما جرى أمس لاجتماع الطائفة البهائية يظهر الوجه الحقيقي لتعامل جماعة الحوثي مع المختلف معها في الرأي والمعتقد، مؤكدا علي حق الطائفة البهائية وغيرهم في اليمن من التعبير عن آرائهم، وممارسة تدينهم بالصورة التي يؤمنون بها. إن ما فعلته جماعة الحوثي هو تصرف يعكس مخاوف حقيقة لما قد يؤول إليه المجتمع المدني وحرية التعبير والتجمعات في حال ترك الأمر لها أو تم الاعتراف بشرعيتها مستقبلا دون ضمانات حقيقية.

    أكدت المنظمة في بيان صدر عنها اليوم الجمعة أنها اطلعت على تسجيلات أظهرت اقتحام أفراد ملثمين يتبعون جماعة الحوثي بشكل همجي ووحشي، مشيرة إلى أن الهجوم وقع بينما كان مجموعة من البهائيين في لقاء في أحد منازلهم يجتمعون لاختيار من يرعى شؤونهم الإنسانية والمجتمعية، حيث تم التقاط مقطع فيديو لهذا الهجوم من قبل بعض البهائيين الذين حضروا اللقاء عبر برنامج زووم.

    بدورها عبرت "سام" عما وصفته " بالانتهاك الفظيع" الذي تعرض له أفراد من طائفة البهائيين مشيرة إلى أنه منذ سيطرة الحوثيين على صنعاء في سبتمبر/أيلول 2014، بدأت موجة جديدة من الاضطهاد والملاحقة للبهائيين في اليمن. ففي أغسطس/آب 2016، أقدم الحوثيون على اقتحام مبنى مؤسسة "يمن جود" في شارع بغداد بصنعاء، واعتقلوا نحو 60 من المشاركين في برنامج ثقافي لأتباع الديانة من بينهم نساء وأطفال، قبل أن يطلقوا أعداداً منهم في وقت لاحق، ونفذ الحوثيون، أكثر من مرة خلال السنوات الماضية، عمليات اقتحام لمنازل بهائيين واعتقالهم.

    فيما هاجم زعيم الجماعة "عبدالملك الحوثي"، في أكثر من خطاب له البهائيين، قائلاً إن "أي ادعاء نبوة جديدة بعد خاتم النبيين محمد هو افتراء وضلال وباطل والنشاط الذي تقوم به البهائية أو الأحمدية أو غيرهما من الطوائف تحت عنوان نبوءات جديدة هو دجل وهو افتراء وهو باطل، ووراءه نشاط أو دفع مقصود من جانب المخابرات الأميركية والإسرائيلية".

    تؤكد المنظمة على أن الحريات الدينية وحرية الفكر والاعتقاد هي أمر مكفول وفق القانون الدولي واليمني على حد سواء، مشيرة إلى أن  حرية الدين والمعتقد مدرجة في الإعلان العالمي لحقوق الإنسان في (المادة 18)، وأعيد تأكيدها في العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية في (المادة 18) أيضًا، الذي وقعته 160 دولة. وتشمل هذه الحرية، بالإضافة إلى حرية التعبد، حرية اعتناق دين أو معتقد، أو عدم اعتناق أي منهما أو تغييرهما أو التخلي عنهما.

    كما شددت المنظمة على أن حرية الرأي والتعبير هي أيضًا محمية وفقًا لقواعد القانون الدولي حيث نصت المادة 19 من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان والعهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية على أن " لكل إنسان الحق في اعتناق آراء دون مضايقة. ولكل إنسان الحق في حرية التعبير. ويشمل هذا الحق حريته في التماس وتلقي ونقل المعلومات والأفكار من جميع الأنواع، دونما اعتبار للحدود، سواء بالقول أو الكتابة أو بالطباعة أو في قالب فني أو بأيّ وسيلة أخرى يختارها".

    وأبرزت "سام" إلى أن ما قامت به جماعة الحوثي يتناقض مع ما تروج له الجماعة عن جديتها في اتمام اتفاق الهدنة الذي تسعى إليه عدة أطراف دولية وإقليمية مؤكدة على أن ما ترصده من انتهاكات بشكل يومي على يد جماعة الحوثي وآخرها اقتحام اجتماع طائفة البهائيين ما هو إلا صورة مصغرة عن حالة حقوق الإنسان المتردية التي وصلت إليها في المناطق التي تسيطر عليها الجماعة.

    واختتمت المنظمة بيانها بدعوة جماعة الحوثي لوقف كافة أشكال الانتهاك والاعتداء على حقوق المدنيين لا سيما حرية الرأي والتعبير، مطالبة الجماعة في نفس الوقت بضرورة إطلاق سراح كافة المعتقلين من طائفة البهائيين ومعتقلي الرأي وتقديم المخالفين المتورطين في هذا الانتهاك للمحاكمة العادلة، وإبراز النية الحقيقية لإنهاء الصراع في اليمن عبر وقف كافة أشكال العمليات العسكرية والحملات الأمنية.


  •  
    جميع الحقوق محفوظة لمنظمة سام © 2023، تصميم وتطوير