بالتزامن مع اليوم العالمي للطفل
طفل فلسطيني يُقتل كل 10 دقائق في قطاع غزة
  • 20/11/2023
  •  https://samrl.org/l?a5058 
    منظمة سام |

    جنيف- قالت منظمة سام للحقوق والحريات بأن الأطفال في قطاع غزة هم المتضرر الأول من العدوان الإسرائيلي الذي يشنه الجيش على قطاع غزة منذ 8 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي والذي طال كافة القطاعات الأساسية والحيوية في القطاع المحاصر، مشيرة إلى أن انتهاكات واعتداءات الجيش الإسرائيلي كان لها التأثير الأكبر في تهديد حقوق المدنيين الفلسطينيين وخاصة الأطفال، دون أن يكون هناك تحرك دولي حقيقي يوفر لتلك الفئات الخاصة الحماية الكاملة التي أوجبتها القوانين والمواثيق الدولية.

    وذكرت المنظمة في بيان صدر عنها اليوم الاثنين، بالتزامن مع "اليوم العالمي للطفل" الذي يوافق 20 نوفمبر/تشرين الثاني من كل عام، بأن ما ترصده المنظمات الحقوقية، والهيئات الأممية، من انتهاكات متعددة بحق الأطفال يرقى لجرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، لا سيما ممارسات القتل المتعمد وسياسة التهجير القسري للعوائل، والاستهداف المباشر للمستشفيات والأعيان المدنية ومنع دخول الأدوية والمستلزمات الطبية لقطاع غزة، الأمر الذي أدى إلى قتل وإصابة آلاف الأطفال منذ بداية العدوان على قطاع غزة.

    تكشف الأرقام التي أعلنتها وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة، عن ارتفاع كبير وخطير في الانتهاكات الموجهة نحو الأطفال، حيث بلغ عدد الأطفال الذين تم قتلهم بفعل الغارات الإسرائيلية ٥٥٠0 طفل من أصل 1٣000 فلسطيني تم قتلهم منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول، فيما أُصيب أكثر من 9000 طفل نصفهم إصابات خطيرة بحاجة للعلاج في الخارج.

    بحسب بيان اليونسف  فإن هناك طفلا فلسطينيا في قطاع غزة يُقتل كل عشر دقائق مع استمرار الهجوم المتعدد الذي ينفذه الجيش الإسرائيلي برًا وجوًا، واغلب حوادث القتل والإصابات للأطفال داخل بيوتهم مع أمهاتهم وعوائلهم حيث يتم قصف المنازل بشكل مباشر فوق رؤوسهم دون أي تحذير أو إنذار ، تشير المعلومات التي اعلنها مكتب الاعلام الحكومي بغزة الي فقدان أكثر من ٤٠٠٠ طفل تحت الأنقاض ،  حيث أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية  في غزة هناك اكثر من ١٣٣٠ مجزرة جماعية للأسر افي غزة  منذ بداية عدوان الاحتلال الإسرائيلي .

    أما على صعيد الرعاية الصحية فقد رصدت المنظمة تطورًا خطيرًا ساهم في تعميق الانتهاكات الموجهة للأطفال في قطاع غزة، وهو دخول قوات من الجيش الإسرائيلي للمستشفيات في قطاع غزة لا سيما مستشفى الشفاء الذي يعد أكبر مستشفيات القطاع إلى جانب مستشفى الرنتيسي للأطفال ومستشفى القدس، حيث قام جيش الاحتلال الإسرائيلي وعلى مدار الأسابيع السابقة بتهديد تلك المستشفيات بالإخلاء تارة وقصف محيطها واستهدافها ببعض القذائف تارة أخرى، كما قام بقطع الكهرباء ومنع دخول المستلزمات الطبية والأدوية إليها بما في ذلك سيارات الصليب الأحمر التي كانت تحمل الأدوية ، كما قوات الاحتلال فور اقتحام المستشفيات قاموا بإتلاف العديد من الأجهزة والأقسام وتهديد المتواجدين داخل المستشفى بما في ذلك النازحين من الأطفال والنساء، حيث يمكث الآن النازحون والطواقم الطبية في تلك المشافي في ظروف غير معلومة بسبب تواجد الجيش الإسرائيلي .

    وناشدت وزارة الصحة في غزة المجتمع الدولي إلى ضرورة إنقاذ حياة المرضى هناك لا سيما الأطفال حيث يتواجد الآن نحو 35 طفل حديث الولادة "خُدج" مهددين بالوفاة بسبب انقطاع الكهرباء والأكسجين مشيرة إلى أن ذلك العدد تناقص بعد وفاة 4 أطفال أمام أعين المجتمع الدولي دون تحرك أو ضغط على الجيش الإسرائيلي.

    كما عبّرت وزارة الصحة عن قلقها من المخاطر التي قد تصيب النساء الحوامل في ظل انعدام الشروط الصحية الأساسية للولادة في ظل استهداف المستشفيات وتكدس المرضى والجرحى في تلك المستشفيات، حيث تلد 180 امرأة فلسطينية يوميًا، وتحتاج نحو 20% منهن لرعاية خاصة لا يمكن توفيرها في ظل استمرار العدوان الإسرائيلي.

    على مستوى المأوى والسكن اللائق حرم مئات الآلاف من الأطفال من السكن، وأصبحوا في العراء، بعد ان فقدوا منازلهم بصورة كلية او جزئية، أدى القصف الإسرائيلي العشوائي إلى التدمير الكلي لحوالي عشرة آلاف مبنى سكني بما في ذلك  ٤٣٠٠٠ وحدة سكنية دمرت بشكل كامل ، بالإضافة لأكثر ٢٢٥٠٠٠ وحدة سكنية دمرت بشكل جزئي. وتفيد التقارير بأن نسبة المباني التي دمرت كلياً او جزئياً أو تضررت لغاية الوقت الحالي تشكل حوالي 45% من مجمل المباني في قطاع غزة.

    تشير الأرقام الصادرة من مكتب الاعلام الحكومي في غرة ،  إلى أن أكثر من 1.5 مليون شخص في غزة باتوا مهجرين. ومن بين هؤلاء 813,000 مهجر يلتمسون المأوى في 154 مركز إيواء تابع للأونروا. وتستوعب مراكز الإيواء التابعة للأونروا أشخاصًا تفوق عن قدرتها الاستيعابية المقررة بكثير. ويؤدي الاكتظاظ إلى انتشار الأمراض، بما فيها أمراض الجهاز التنفسي الحادة والإسهال، مما يثير شواغل بيئية وصحية ويؤثر على قدرة الوكالة على ضمان تقديم خدمات فعالة وفي الوقت المطلوب، حيث أظهرت الشهادات المحلية والمناشدات التي تابعتها المنظمة عبر مواقع التواصل الاجتماعي من قبل العديد من المنظمات على أن تلك المناطق على شفا الانفجار والمجاعة بفعل إغلاق إسرائيل للمعابر التجارية ومنع دخول البضائع والمساعدات الإنسانية والوقود من معبر رفح المصري إلا بشكل محدود جدًا.

    حيث يعاني السكان والنازحين بما في ذلك الأطفال من نقص في المياه الصالحة للشرب والغذاء والإمدادات الطبية، كما قامت المستشفيات في تلك المناطق بإعلان حالة الطوارئ القصوى والتحذير من كارثة إنسانية وشيكة بعد نفاذ العديد من الأدوية الأساسية والعدد الكبير للجرحى والإصابات مع خوفها من انتشار الأمراض المعدية والخطيرة في ظل انعدام الظروف الصحية بين النازحين لا سيما الأطفال.

    على المستوى النفسي يعاني أطفال غزة من صدمات نفسية، وحالات هلع متكرر، بسبب القصف، ومشاهد القتل والإصابات اليومية، مما يخلق صعوبة كبيرة في احتمالية تعافي الأطفال المصابين بالضغوطات النفسية وحالات الهلع المتكررة، فالحرب الأخيرة على غزة هي الأعنف ، من بين الحروب التي شنها جيش الاحتلال على غزة ، وبحسب دراسات أجريت سابقاً ، نشرها موقع الجزيرة نت بتاريخ ١٧ أكتوبر ٢٠٢٣ ،  وُجد أن الغالبية العُظمى منهم شهدوا قصف المنازل والأحياء السكنية بأكملها، واضطروا في أحيان عديدة إلى البقاء قسرا داخل منازلهم جراء ظروف الحرب. كما شاهد أكثر من نصفهم جثامين الشهداء بأعينهم، وعانى بعضهم حرمانا من الماء والطعام لفترة ما، وغيرها من الظروف والأحداث الصادمة حتى للبالغين أنفسهم. وعند قياس أعراض اضطراب كرب ما بعد الصدمة وفق اختبارات القياس العالمية (التي تشمل أسئلة حول أعراض مثل الكوابيس المؤلمة والذكريات السيئة، وصعوبات النوم، وغيرها)، وُجد أن 275 طفلا وطفلة تنطبق عليهم معايير وأعراض الاضطراب بشكل واضح أكثر من غيرهم.

    تؤكد "سام" على أن ما أوردته في بيانها هو جزء بسيط من حجم وفظاعة الانتهاكات التي يتعرض لها المدنيون في قطاع غزة لا سيما الأطفال، معبرة عن خشيتها من انهيار ما تبقى من منظومات أساسية داخل القطاع في ظل استمرار صمت غير مبرر ومقلق من جانب المجتمع الدولي الذي يتخذ موقف المتفرج مما يحدث لأطفال قطاع غزة.

    تشدد "سام" على أن الوضع الذي يعيشه أطفال قطاع غزة مقارنة بأقرانهم في دول العالم يعكس حجم التهديد الحقيقي الموجه لأولئك الأطفال، مؤكدة على أن الطفولة الفلسطينية تم انتهاكها من عدة جوانب من حيث الحق في الحياة والأمان والسلامة الجسدية، إلى جانب انتهاك حق الطفل الفلسطيني في العيش بين أفراد أسرته، حيث إن الكثير من الأطفال الفلسطينيين الذين نجوا من عمليات القصف، أصبحوا بدون أسرة "أب ،أم، أخوة" بعد أن قتلتهم الطائرات في لحظات، إضافة لانتهاكات حقوق الطفل من حيث التغذية والتعليم والعلاج، علاوة على حاجتهم للدعم النفسي جراء ما حدث من أصوات مرعبة وقصف الطيران الذي لا يتوقف.

    وذكرت المنظمة الحقوقية أن ما يجري من انتهاكات واعتداءات مستمرة من قبل الجيش الإسرائيلي تشكل انتهاكًا خطيرًا وصريحًا للقواعد القانونية الدولية التي نصت على الحماية الخاصة المقررة للأطفال لا سيما الإعلان العالمي لحقوق الإنسان والعهدين الدوليين الخاصين بالحقوق المدنية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية إضافة لاتفاقية حقوق الطفل واتفاقيات جنيف لا سيما الرابعة وقواعد لاهاي المنظمة للنزاعات المسلحة وميثاق روما المشكل للمحكمة الجنائية الدولية، حيث ثبت لـ "سام" بشكل لا يدع مجالًا للشك انتهاك الجيش الإسرائيلي لجميع المواثيق السابقة الأمر الذي يشكل تهديدًا للأمن والسلم الدوليين المنوط بحفظه من قبل مجلس الأمن ، الذي لم يتخذ أي خطوات فعالة وتنفيذية إلى هذه اللحظة.

    تشدد المنظمة على أن استمرار الدور السلبي للمجتمع الدولي والصمت اللاأخلاقي واللاإنساني تجاه ما يحدث من مجازر ضد الأطفال والمدنيين في قطاع غزة بمثابة ضوء أخضر لآلة القتل الإسرائيلية للإمعان في جرائمها وانتهاكاتها، مؤكدة على أن المجتمع الدولي شريك أيضًا في تلك الجرائم نظير صمته وموقف حكوماته التي تعطي لإسرائيل الحق في قتل الأبرياء بحجة الدفاع عن النفس.

    واختتمت "سام" في نهاية بيانها على ضرورة تحرك المجتمع الدولي بكافة مكوناته من مؤسسات أممية ودولية ومؤسسات حماية الطفولة والضغط على إسرائيل لوقف هجماتها العسكرية بشكل فوري دون أي اشتراطات والعمل على فتح ممر دولي آمن لضمان دخول المساعدات الإنسانية والمستلزمات الطبية، مطالبة في نفس الوقت الأجهزة القضائية الدولية لا سيما المحكمة الجنائية الدولية بتسريع وتيرة عملها وفتح تحقيق عاجل في جرائم الحرب وجرائم ضد الإنسانية التي يقوم بها الجيش الإسرائيلي ضد أطفال ومدنيين قطاع غزة والعمل على تقديم قيادات وجنود الجيش الإسرائيلي للمحاكمة نظير ما ارتكبه من مجازر يندى لها جبين الإنسانية.

     

     


  •  
    جميع الحقوق محفوظة لمنظمة سام © 2023، تصميم وتطوير