30 يوليو 2016 انتهاكات حقوق الإنسان في منطقة الصراري، تعز
  • 19/08/2016
  •  https://samrl.org/l?a3951 
    منظمة سام |

    راقبت منظمة سام للحقوق والحريات ادعاءات أطراف النزاع في اليمن حول اتهامات متبادلة بانتهاك حقوق الإنسان وانتهاك القانون الدولي الإنساني ضد المدنيين المحايدين في منطقة الصراري محافظة تعز ، وحرصا من المنظمة على حماية السكان المدنيين ومراقبة امتثال اطراف الصراع لقانون حقوق الانسان والقانون الدولي الانساني ,والوصول الى حقيقة الاوضاع زار راصديها المنطقة للتحقق وتوثيق تلك الانتهاكات.

    تقع قرية الصراري ضمن مجموع قرى مديريتي المسراخ وصبر الموادم جنوبي مدينة تعز ، يبلغ سكان القرية قرابة 700 نسمة ويسكنها اسرة آل الجنيد التي تميل فكريا لجماعة الحوثي حيث اتخذت الجماعة من القرية مركز تدريب عسكري لمقاتليها المتجمعين من المديريات والبلدات (القرى) المجاورة ، أكد سكان مجاورون لمنطقة الصراري بينهم وجهاء قبليون وعاملون سابقون في المجمع التعليمي للقرية أن جماعة الحوثي استخدمت مجمع الصراري التعليمي في القرية معسكراً لخزن الاسلحة وتدريب مجنديها والذي تم حشدتهم من قرى مجاورة منذ ما يقارب الثلاث سنوات.

    وثق فريق المنظمة أن المنطقة تشهد صراعا مسلحا منذ اواخر العام 2015م ، حيث احتشد فيها العديد من السكان الى جانب طرفي النزاع المتمثلان بجماعة الحوثي المسلحة وحليفها من قوات عسكرية تتبع الرئيس السابق علي عبدالله صالح من جهة , وبين قوات شعبية وألوية عسكرية مدعومة من قبل حكومة الرئيس عبدربه هادي ودول التحالف العربي من جهة أخرى ، ولم تكن حرب السيطرة على بلدة الصراري إلا امتداداً لذلك الصراع المستمر منذ أعوام , وقد لاحظ الفريق آثار الاستعدادات العسكرية والخنادق والمتارس الحربية لطرفي الصراع وحصل على كشوفات بأسماء المقاتلين في القرية.

    تحقق الفريق من ادعاءات طرف الصراع الموالي للرئيس هادي من أن سكان قرية الصراري الموالين لجماعة الحوثي قد ساهموا في حصار مدينة تعز ، لكن تلك الادعاءات لم تثبت لفريق المنظمة لا سيما وان طريق عبور السيارات الى مدينة تعز عبر القرية يبدوا عليه عدم الاستخدام منذ ثلاثة أعوام تقريبا, وهذا ما أكده للفريق المواطن (ي ع ج) أحد سكان القرية ، والذي ذكر أن انقطاع تلك الطريق كان بسبب سيول الامطار وعوامل جغرافية اخرى.

    كما تحقق الفريق من ادعاءات طرف الصراع من جماعة الحوثي وصالح والمتمثلة تلك الاتهامات في أن الطرف الآخر قام بفرض حصار على القرية وتنفيذ عمليات إعدام ميدانية وسحل جثث ونبش أضرحة، لكن تلك الادعاءات هي الاخرى لم تثبت، حيث قابل الفريق عدد من نساء القرية واللاتي اكّدن للفريق نزوح سكان القرية بما في ذلك النساء والاطفال اثناء وخلال شهر رمضان وعيد الفطر وخلال الهدنات والاتفاقات التي تمت بين طرفي القتال قبل السيطرة على القرية من قبل أطراف موالية للرئيس هادي.

    كما انه من بين 87 منزلا هي مجموع منازل القرية بحسب نتائج التعداد السكاني في الجمهورية اليمنية للعام 2004م شاهد فريق الرصد احتراق 27 منزلاً ، وأفادت قيادات من فصائل المقاومة والجيش الموالي لهادي التقاها فريق الرصد ان تلك المنازل احترقت نتيجةً للاشتباكات المسلحة ، إلا أن الفريق لاحظ وجود عمدية لإحراق الكثير من المنازل من خلال اثار النار على أسفل طوابقها وتهدم أسطح المنازل ذات الطوابق المتعددة ، وقد تثبت الفريق من هذا الاستنتاج خلال افادات لمسلحي المقاومة والقوات العسكرية الموالية لهادي والذين عللوا ذلك الاحراق بوجود كتب فكرية خاصة بجماعة الحوثي ، وكذا وجود صور لرموز قادة الجماعة وبعض قتلاها في تلك المنازل ، الامر الذي يعتبر خرقا واضحاً لاتفاقيات الحرب والقانون الدولي الانساني.

    كما تثبت الفريق من قيام بعض فصائل المقاومة المعروفة اعلامياً بـ(كتائب حسم) بتفجير مسجد الشيخ جمال الدين الاثري بواسطة عبوات متفجرة (تي ان تي) بعد السيطرة على القرية دون ان تكون هنالك من مبررات حربية تجيز لهم ذلك، وقد قابل الفريق بعضا من قيادات تلك الفصائل وعند مواجهتهم بذلك أشاروا الى أن ذلك المسجد لم يكن يستخدم للعبادة وأن جماعة الحوثي استخدمته في أمور (شركية بحق الله) وهي افعال تبرر التفجير من وجهة نظرهم.

    سجلت المنظمة مقتل سيدة واصابة ثلاثة مدنيين بينهم طفل ، واستمع الفريق لعدد من افادات ذويهم الذين أكدوا فيها قيام مسلحين من قرية الصراري الموالين لجماعة الحوثي بقنص السيدة عزيزة سيف سعيد (45) عاماً والتي كانت في منزلها في قرية (النيداني) المقابلة لقرية الصراري مما تسبب في مقتلها مباشرة ، كما شاهد الفريق تضرراً في منازل بعض السكان في قرية (حصان) المجاورة نتيجة لتعرضها للقصف العشوائي بصواريخ غراد 1 من قبل مدفعية جماعة الحوثي وقوات صالح المتمركزة في مديرية خدير شرقي منطقة الصراري والتي كانت تساند مقاتليها بالقصف على المنطقة.

    شاهد الفريق تواجداً مكثفاً لمسلحي المقاومة والقوات الموالية لهادي في القرية ، بما يمثل ذلك من استفزاز لمشاعر السكان , وعائقا أمام عودة سكان القرية من اماكن نزوحهم في المديريات المجاورة لصبر الموادم ، وشكى بعض سكان القرية لفريق المنظمة من نهب مسلحي المقاومة والقوات العسكرية الموالية لهادي لمواشيهم وبعض امتعتهم وهو ما تثبت منه الفريق خلال زيارته للقرية.

    تدعو المنظمة جميع اطراف الصراع الى التعهد بحماية السكان المدنيين والامتثال لمبادئ واتفاقيات القانون الدولي الانساني , كما تدعو المنظمة حكومة الرئيس اليمني هادي الى سرعة تعويض المتضررين من سكان قرية الصراري ممن احرقت منازلهم ونهبت امتعتهم ، والتوجيه برفع كافة المظاهر المسلحة من القرية ، وبالقدر ذاته فإنها تدعوا جماعة الحوثي المسلحة والقوات الموالية لصالح الى الكف عن استخدام القرى والتجمعات السكانية كمراكز تدريب عسكرية ، والتوقف الفوري عن القصف العشوائي للقرى والمناطق الآهله بالسكان ، وتحث المنظمة كافة وكالات الامم المتحدة والمنظمات الانسانية الى المساعدة في اعادة النازحين الى القرية وتوفير متطلبات العيش لهم.

    سام للحقوق والحريات – جنيف 19 أغسطس 2016


  •  
    جميع الحقوق محفوظة لمنظمة سام © 2023، تصميم وتطوير