عمر العيسائي
من المصير المجهول في حدود السعودية الى الوفاة في سجون جماعة الحوثي بعد اعتقاله
  • 14/12/2022
  •  https://samrl.org/l?a4656 
    منظمة سام |

    لا تزال الأيام تكشف يومًا بعد آخر الوجه القبيح للحرب والصراع الدائر في اليمن، والانتهاكات الخطيرة التي تمارس من قبل أطراف الصراع المختلفة بحق المدنيين وعوائلهم بل وحتى المقاتلون "أسرى الحرب" دون رحمة أو احترام للكرامة الإنسانية.

    اليوم تستعرض "سام" أحد جوانب المعاناة الإنسانية لقصة شاب ذهب للقتال منذ سنوات في صفوف حكومة الشرعية وعاد إلى أهله من سجون جماعة الحوثي فاقدًا للحياة، فالحرب أوقعته أسيرا في يد جماعة الحوثي فيما سمي معركة " ال جبارة " في أغسطس ٢٠١٨، فتعرض لأصناف التعذيب والاضطهاد على يد جماعة الحوثي دون أي احترام لإنسانيته أو لأخلاق الحرب ومبادئه المنصوص عليها في اتفاقيات جنيف بشأن الأسرى. 

    في نهاية عام 2017 توجه الشاب "عمر أحمد العيسائي" 37 عاما، للقتال في محور البقع التابع للحكومة الشرعية، في منطقة وادي جبارة - لواء الفتح بقيادة  "رداد الهاشمي" وظل هناك حتى تم أسره بتاريخ 08/ يونيو 2018، وضلت أخباره منقطعة عن أهله حتى عام 2020 عندما تم التواصل مع أخوه وإبلغوه بأن "عمر" مريض وتم إسعافه إلى مستشفى القد.

    هرع أخوه قاصداً مستشفى القدس ولكنه لم يجده، بحث عنه في أزقة صنعاء عبر وساطات لكن دون جدوى، والأغرب أن القائمين على سجنه في جماعة الحوثي كانوا يتصلون بأهل "عمر" من أجل إرسال الأموال لمصاريفه داخل السجن لكن دون السماح لهم بالتحدث معه. 

    ومع بداية عام 2021 وتحديدًا في شهر يناير، تواصلوا بأخيه مرة أخرى وقالوا له بالحرف الواحد بأن "أخوك قد توفى"، خرج أخوه للبحث عنه ومعرفة مكان تواجده بسبب امتناع جماعة الحوثي عن التصريح بمكانه منذ لحظة اعتقاله إلى وفاته، لكن دون جدوى وكان ردهم "أنتم ستأخذونه إلى عند الشرعية وتفضحون أمرنا". 

    الأمر الأكثر استغرابًا هو طلب المسؤول عن ملف الأسرى لدى جماعة الحوثي مبلغ وقدره مليون وخمسمائة ألف ريال لكي يتسنى لأهله زيارته لمدة ساعتين، حيث قاموا بالضغط على أخيه من أجل دفع المبلغ إلى جانب ملاحقته واتهامه بالعمل لصالح الجيش الوطني بينما هو في الحقيقة يعمل كأستاذ وليس له أي توجهات سياسية.

    وبعد ما أُشيع خبر وفاة "عمر" بأربعة أشهر عاد المسؤول عن ملف الأسرى بالتواصل مع أهله مرة أخرى وطمأنهم بأن عمر لا يزال على قيد الحياة، حيث عادت الأسرة ترسل مصاريف شهرية لعمر بكم التطمينات التي تلقوها، لكن قبل خمس أصرت الأم على زيارة ابنها لعدم مقدرتها الانتظار كل هذه السنوات دون رؤيته لتتفاجأ بأن عمر قد فارق الحياة منذ عام 2020 وأن تلك التطمينات والأموال هي مجرد كذبة من أجل الاستمرار في أخذ النقود وإخفاء جريمة الحوثي الواضحة على جسد "عمر" الذي تعرض للتعذيب والانتكاسة الطبية لهول ما عايشه داخل سجون الحوثي. 

    حيث اطلعت "سام" على التقرير الطبي الصادر بتاريخ 16/11/2020 عن مستشفى 48 النموذجي والذي جاء فيه "وصل المريض إلى مركز طوارئ مستشفى 48 لوجود اصفرار كامل في الجسم مع فقدان الوعي وتورم في الساقين وتقيؤ دموي وهذا يدل على فشل كبدي ومرض التهاب مزمن في الكبد" وأضاف التقرير " أُدخل المريض في قسم الباطنية للعلاج التحفظي تحت اشراف الأطباء، واستمر المريض تحت العلاج المكثف للكبد وتدهورت حالته ونُقل إلى قسم العناية المركزة للمزيد من الرعاية والعلاج المكثف والخاصة بالكبد، مع العلم بأنه تم إجراء عدة فحوصات متميزة وأعُطي عدة جرعات من الدم ولكن مثل هذه الحالات تدخل في فشل كبدي وكان هذا السبب الأقرب للوفاة".

    تؤكد "سام" على أن ما حصل مع "عمر" يحصل مع آلاف المعتقلين لدى جماعة الحوثي المعروف عن انتهاكاتها وممارساتها الانتقامية داخل السجون بحق الموقوفين والمعتقلين الذين يُعد غالبيتهم ضحايا حرب تم إيداعهم في السجون دون محاكمات قانونية أو أوامر قضائية.

    كما تؤكد المنظمة على أن استغلال القائمين على سجون الحوثي لشوق ولهفة ذوي المعتقلين في معرفة مصير أبنائهم وابتزازهم بالأموال الطائلة والمصاريف المرتفعة دون تقديم أي معلومات صحيحة عن حقيقة أوضاع أبنائهم والمماطلة في التواصل معهم هو انحدار أخلاقي وإنساني يُضاف للانتهاكات التي تمارسها جماعة الحوثي بحق المعتقلين وعوائلهم.

    وعليه تدعو منظمة "سام" المجتمع الدولي لإبداء توجه حقيقي وفاعل على مستوى الضغط على جماعة الحوثي ووقف كافة أشكال الانتهاكات التي تمارسها بحق المدنيين والمعتقلين لديها وضرورة العمل على إطلاق سراح كافة المعتقلين وتقديم المتورطين من قيادات ومسؤولي تلك الجماعة للمحاكمة العادلة نظير انتهاكاتهم الأخلاقية والقانونية لحقوق المدنيين اليمنيين.


  •  
    جميع الحقوق محفوظة لمنظمة سام © 2023، تصميم وتطوير