أدانت منظمة سام للحقوق والحريات استمرار استهداف الصحفيين والمؤسسات الإعلامية في اليمن من قبل مختلف الأطراف، وطالبت بضرورة توقف مسلسل استهداف الصحفيين والمؤسسات الإعلامية في اليمن، وتوفير بيئة آمنة وخالية من الانتهاكات لضمان ممارسة الصحفيين لمهامهم دون قيود أو تهديدات.
وبينت سام في بيان صحفي اليوم، أن الشهرين الماضيين شهدا تصاعداً ملحوظاً في استهداف الصحفيين، إما بالاعتقال أو القتل أو المنع من السفر، فضلاً عن اقتحام المؤسسات الإعلامية، لافتة إلى أنّ الصحفيين أصبحوا في دائرة الخطر الشديد، وهو ما يستدعي توفير الحماية العاجلة لهم.
وأوضحت سام أنّ آخر الانتهاكات التي وثقتها كانت حادثة اعتقال الإعلامي "زبين عطية"، في شبوة جنوب اليمن، في 11 فبراير2019، من قبل القوات الخاصة وإيداعه في سجن شرطة "عتق"، دون أمر اعتقال من النيابة.
وفي مدينة تعز جنوب وسط اليمن، اعتقلت قوات تتبع "أبو العباس"، الناشط الإعلامي والحقوقي "أبو بكر البريكي"، بتاريخ 10 يناير من منزل أحد أقرباءه في قرية الكدحة التي فر اليها قبل سنتين على خلفية انتقاداته للانتهاكات والممارسات الإماراتية في عدن. وبحسب مقربين من الناشط "أبو بكر"، فقد حاصرت قوة عسكرية المنزل الذي كان فية ابو بكر مكونة من اطقم عسكرية عليها مسلحين ملثمين ومدرعة ، ثم اعتقلت أبوبكر وأودعته معتقلاً في مدينة التربة تابع لكتائب أبو العباس قبل نقله إلى معتقل "بئر أحمد" ، وقد أكد احد أقارب "أبوبكر " لسام انهم حاولوا زيارته في معتقل بئر أحمد للاطمئنان علية مع والدته ، إلا ان ادارة السجن رفضت السماح لهم برؤيتة ، بحجة أن الزيارة عنه ممنوعة.
وذكرت سام حادثة أخرى وقعت أيضاً في مدينة تعز، حيث اعتقل الصحفي، "جميل الصامت" بتاريخ 7 نوفمبر ، من فراش المرض ، من قبل قوات تابعه للجيش بتعز بحسب بلاغ تلقته سام ، على خلفية قضايا تتعلق بالنشر. جدير بالذكر أنّ "الصامت" يعاني من "حمى الضنك" القاتلة.
وفي المدينة نفسها، أوضحت سام أنّ مسلحين بقيادة "عبدالرحمن عثمان المخلافي"، اقتحموا في 7 فبراير2019، مكتب الإدارة العامة للإعلام بديوان عام المحافظة، واعتدوا على الموظفين، ونهبوا أجهزة "لابتوب" وجوالات خاصة بالإدارة.
وأشارت سام إلى حادثة مقتل الصحفي " زياد زياد الشرعبي"، مصور قناة أبو ظبي، في مدينة المخا التابعة لمحافظة تعز والواقعة تحت إدارة القوات الإماراتية، وإصابة الصحفي "فيصل الذبحاني"، نهاية شهر يناير 2019، و اللذان كانا في مهمة صحفية، نتيجة انفجار دراجة نارية وضعت قرب المطعم الذي كانا يتناولا فيه طعام العشاء.
وسجلت سام بتاريخ 7 فبراير2019، قيام الاستخبارات العسكرية، في محافظة حضرموت شرق اليمن بمنع الصحفي "صبري بن مخاشن"، من السفر إلى جمهورية مصر مع عائلته لتلقي العلاج. وقد أدانت نقابة الصحفيين هذا التصرف محملة في بيان لها بتاريخ 7 فبراير 2019 ، السلطات المحلية بحضرموت كامل المسؤولية عن أي مضاعفات أو تدهور في صحة الزميل أو أسرته.
وفي حادثة جديده ، تضاف إلى اعتقال الصحفي مروان المريسي قبل تسعة أشهر ، ويمنيين اخرين في سجون المملكة وخاصة سجن ذهبان ، اعتقلت شرطة مدينة جيزان جنوب السعودية الفنان اليمني علي الحجوري بتاريخ 11 فبراير على خلفية قضايا رأي ونشر ، بزعم وجود بلاغ تقدم به احد اليمنيين المقيمين بالمملكة العربية السعودية بدعوى الإلحاد وانتقاد الدين والعلماء ، وعلمت سام أن الفنان على الحجوري يعامل بصورة غير لائقه
وقالت سام أنها رصدت في العام 2018، 138 انتهاكاً بحق حرية الإعلام في اليمن، شملت (13 انتهاكاً) للحق في الحياة، و(11 اعتداءً) على الحريات العامة، و اعتقالات تعسفية وصلت إلى (53 حالة اعتقال)، عدا عن عمليات التعذيب والتي بلغت (11 حادثة)، والمحاكمات غير القانونية التي وصلت إلى (13 محاكمة).
ووثقت سام (6 انتهاكات) بحق حرية التنقل، توزعت بين الحجز في النقاط العسكرية أو المطارات، فضلاً عن (14 انتهاكاً) بحق السلامة الجسدية للصحفيين، وشملت الإصابات بأسباب متعددة كالألغام والمتفجرات، والرصاص، والقصف العشوائي، والقنص.
وحول الانتهاكات التي لحقت بالمؤسسات الإعلامية، ذكرت سام أنّ عددها تجاوز عشرة انتهاكات. موضحة أنّ الانتهاكات ارتكبتها مختلف الأطراف المسلحة، حيث ارتكبت القوات الحكومية التابعة للحكومة الشرعية والتحالف العربي (30 انتهاكاً بنسبة 22%)، و(98 انتهاكاً) ارتكبتها جماعة الحوثي بنسبة (71%).
وقالت سام "إنه لأمر مؤسف أن تحدث كل هذه الانتهاكات، وتزداد أرقام الانتهاكات يومياً بصورة قاتمة، تحت سمع وبصر العالم الحر، ودون تسجيل موقف جاد وتحرك حقيقي لمناصرة الصحفيين في اليمن، وإنقاذ ما تبقي من صحافة تكافح لنقل ما يحدث في اليمن، وغياب العمل على تشكيل رأي عالمي ضاغط من قبل الدول والمؤسسات المعنية، ضد أطراف النزاع لوقف هذه الانتهاكات المروعة".
وطالبت المنظمة جميع أطراف النزاع بالتوقف الفوري عن حملات الاعتقال والملاحقات الأمنية للنشطاء والمعارضين السياسيين، والإفراج عن كافة الصحفيين المعتقلين في السجون والمعتقلات اليمنية سواء التي تسيطر عليها جماعة الحوثي، أو تلك التي تسيطر عليها قوات التحالف العربي أو الحكومة التي تدعمها.
كما دعت المنظمة المملكة العربية السعودية إلى احترام حرية الرأي ، والإفراج الفوري وغير المشروط عن الفنان اليمني علي الحجوري ، وكذالك الصحفي مروان علي المريسي" (38 عامًا)، والمعتقل منذ ما يقارب عام
وطالبت سام في نهاية بيانها إلى إجراء تحقيقات جدية ومستقلة حول الانتهاكات المستمرة بحق الصحفيين والمؤسسات الإعلامية من مختلف الأطراف المسلحة في اليمن، ومحاسبة المسؤولين عن ذلك وتقديمهم للعدالة.
منظمة سام للحقوق والحريات ، جنيف
18 فبراير 2019