أعربت منظمة سام للحقوق والحريات في بيان لها عن قلقها البالغ إزاء حادثة غرق سفينة شحن بريطانية في خليج عدن، بعد أسبوعين من استهداف الحوثيين لها بصاروخ باليستي، والتي كانت تحمل على متنها حوالي 21 ألف طن متري من الأسمدة، بالإضافة إلى ما خلفته من بقعة نفطية بطول 18 ميلا (وكانت الباخرة حينها تبعد بحوالي 25 ميل بحري عن ميناء المخا)، عقب استهدافها، مشيرة إلى المخاطر الكبيرة التي تواجهها المياه والبيئة البحرية في ظل الصراع الذي تشهده المنطقة.
وأشارت سام إلى أن تسرب حمولة الأسمدة إلى البحر يمثل تهديدًا خطيرًا للنظام البيئي في البحر الأحمر الذي يتميز بالشعاب المرجانية البكر بما تمثله من موطن حساس يوفر الغذاء والمأوى للعديد من الكائنات الحية، التي تعتمد على النظام البيئي للشعاب المرجانية من أجل بقائها في هذه المنطقة الساحلية القاحلة، فضلًا عن أن هذا التسرب سيشكل تهديدًا مباشرًا للكائنات البحرية المتنوعة بما فيها 2100 نوع من الأسماك، 10% منها لا توجد في أي مكان آخر في العالم.
وأورد بيان سام آراء متخصصين في هذا الجانب والذين لفتوا إلى أن الحمولة الزائدة من العناصر الغذائية التي تحتويها الأسمدة يمكن أن تحفز النمو المفرط للطحالب، مما يؤدي إلى استهلاك الكثير من الأكسجين بحيث لا تستطيع الحياة البحرية العادية البقاء على قيد الحياة.
ونقلت المنظمة تصريح مؤسس شركة الأمن البحري IR Consilium، والذي أكد على أن "جزءًا من المخاطر البيئية الناجمة عن الحادثة يكمن في أنماط المياه الدائرية في البحر الأحمر التي تعمل بشكل أساسي كبحيرة عملاقة، حيث تتحرك المياه شمالًا باتجاه قناة السويس في مصر خلال فصل الشتاء وخارجًا إلى خليج عدن في الصيف، مضيفًا أن ما يتسرب إلى البحر الأحمر، يبقى في البحر الأحمر".
يقول الخبير البيئي الدكتور عبدالقادر الخراز "للأسف لم تحدد أي جهة النصف الآخر من الحمولة لروبيمار والتي أيضا تبلغ 20 ألف طن وهذا يثير الشكوك حول وجود نفايات خطرة ، ويؤكد ذلك عدم تحرك الشركة المشغلة للباخرة لإنقاذ الباخرة أو حتى الجهات الأخرى من تحالف دولي أو حكومة شرعية وكأن الأمر أصبح مسلماً به لغرق الباخرة ، إضافة إلى أن هناك خطورة وتأثيرات بيئية وصحية ستنتقل عبر السلسلة الغذائية العليا بمعنى أن بعض الكائنات البحرية لن تموت مباشرة وإنما ستحمل السموم في أجسامها ويتم اصطيادها وتدخل موانئ الصيد وتنتقل السموم للسكان عبر الأغذية البحرية وايضا ستنتقل في المناطق الداخلية لليمن وغيرها وسيكون التأثير الصحي والمخاطر كبيرة" واختتم " نوصي بالتحرك العاجل لمراقبة أسواق الكائنات البحرية في المناطق الساحلية والمدن الداخلية وأخذ عينات وتحليلها وفرز الكائنات التي تحمل السموم ومنع تداولها".
وحمل البيان جماعة الحوثي والقوات البريطانية والأمريكية المسؤولية عما يترتب عن هذه الحادثة من تداعيات بيئية، داعيًا أطراف الصراع إلى التوقف عن عسكرة البحر الأحمر واستخدامه كميدان لتصفية الحسابات الإقليمية والدولية.
وأكدت سام على الحاجة لاتخاذ إجراءات فورية وتبني خطة عاجلة لمراقبة المناطق الملوثة في البحر الأحمر واعتماد استراتيجية للتخفيف، واستدعاء فرق الإنقاذ المختصة للتعامل مع هذه الحادثة.
وطالبت المنظمة جميع الأطراف المعنية باتخاذ التدابير الضرورية للتأكد من سلامة المياه البحرية والحد من المخاطر الناجمة عن أي هجمات مماثلة، واتخاذ تدابير استباقية على نحو يعزز من القدرة على التصدي للمخاطر المحتملة.