جنيف- أعربت منظمة "سام" للحقوق والحريات عن ترحيبها بقرار الإفراج عن الناشطة سحر الخولاني، بعد أكثر من أربعة أشهر من الاعتقال، في خطوة إيجابيةً تعزز الآمال في إطلاق سراح جميع المعتقلات في سجون أطراف الصراع باليمن، مشددةً على ضرورة أن يكون الإفراج عن سحر الخولاني بداية لإنهاء ملف الاعتقالات السياسية، وليس مجرد خطوة استثنائية.
وأكدت المنظمة أن مأساة الاعتقالات غير القانونية لا تزال مستمرة، لا سيما ضد النساء، مشيرةً إلى قضيتي انتصار الحمادي، المعتقلة منذ فبراير 2021 على يد جماعة الحوثي، ويسرى الشاطر، المعتقلة في سجون سلطات مأرب منذ سبتمبر 2022، حيث تعانيان من انتهاكات جسيمة لحقوقهن الإنسانية.
تتعرض المعتقلات لظروف قاسية في السجون، حيث يُحرمن من الرعاية الطبية والتواصل مع ذويهن، وتفيد التقارير بتعرضهن للتعذيب النفسي والجسدي. وتُنفذ الاعتقالات بشكل غير قانوني، دون وجود مذكرات قضائية أو محاكمات عادلة، مما يشكل انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي والإطار الدستوري اليمني. وتستخدم الاعتقالات كأداة قمعية ضد النساء الناشطات أو المعارضات، في سياق تصاعدي للانتهاكات التي تزيد من التمييز والعنف القائم على النوع الاجتماعي.
وتدعو منظمة "سام" أطراف النزاع إلى الإفراج الفوري عن جميع المعتقلات تعسفاً، وعلى رأسهن انتصار الحمادي ويسرى الشاطر، وضمان محاكمات عادلة للمحتجزين، واحترام الضمانات القضائية وفقاً للمواثيق الدولية، وفتح السجون أمام مراقبة منظمات حقوق الإنسان واللجنة الدولية للصليب الأحمر.
كما تطالب المجتمع الدولي بفرض عقوبات مستهدفة على المسؤولين عن الاعتقالات التعسفية والتعذيب، ودعم آليات العدالة الانتقالية لملاحقة مرتكبي الانتهاكات. وتحث المنظمات الحقوقية على توثيق الانتهاكات وتقديم الدعم القانوني والنفسي للناجيات.
وتشدد المنظمة على أهمية اعتبار شهر رمضان المقبل فرصة لإطلاق سراح المعتقلات ولم شمل أسرهن، داعيةً إلى تحويل هذه المناسبة المقدسة إلى منصة لإعادة الأمل عبر إطلاق سراح كل معتقلة ومعتقل، ووقف النزيف الإنساني الذي يفاقم معاناة اليمنيين.