كشفت منظمة سام في تقرير حديث لها أرقاما صادمة عن حجم الانتهاكات, وأسماء سجون مفترضة لاعتقال وإخفاء النساء قسريا و تعذيبهن, وكذلك أسماء شخصيات مسؤولة عن الاعتقالات التعسفية والإخفاء والتعذيب للنساء.
ويوثق التقرير الذي أصدرته "سام" بالتزامن مع اليوم العالمي للمرأة، انتهاكات وضع المرأة في اليمن خلال سنوات الحرب, كما يوثق الانتهاكات الحقوقية التي تعرضت لها المرأة اليمنية.
وتضمن التقرير الذي حمل عنوان "النساء في اليمن: معاناة ممتدة وانتهاكات مروعة" شهادات لضحايا وأقارب ضحايا وشهود عيان تحدثوا لـ"سام" عن انتهاكات جسيمة تعرضت لها النساء في اليمن خلال سنوات الحرب, وخاصة النساء المعتقلات في سجون مليشيا الحوثي، بما في ذلك سجون أقسام الشرطة والنقاط العسكرية.
وقال توفيق الحميدي، رئيس منظمة سام للحقوق والحريات: "في اليوم العالمي للمرأة اردنا في منظما سام أن نسلط الضوء عن المرأة في اليمن, النجاحات والتحديات والانتهاكات, وكيف تركت هذه الحرب ندوبا عميقة في حياة المرأة اليمنية, على مستوي الحياة العامة أو الخاصة ، خاصة النساء اللاتي تعرضن للاعتقال والإخفاء القسري, والتعذيب في سجون مليشيا الحوثي في صنعاء وعمران والحديدة؛ سيعا من المنظمة إلى تحويل الانتهاكات التي تتعرض لها النساء في اليمن إلى قضية عالمية, تحظى بتعاطف دولي كبير, ولتصحيح مسار النضال الحقوقي بشأن المرأة في ضوء النتائج الكارثية التي خلفتها الحرب الملعونة".
وقالت "سام" إنها سجَّلت في تقريرها أرقاما صادمة عن حجم الانتهاكات التي تعرضت لها المرأة اليمنية، خلال سنوات الحرب الستة الماضية، حيث سجلت أكثر من 4000 حالة انتهاك حتى نهاية 2020 ، شملت القتل، والإصابات الجسدية، والاعتقال التعسفي، والإخفاء القسري، والتعذيب، ومنع من التنقل، إضافة إلى أكثر من 900,000 امرأة نازحة في مخيمات مأرب، ارتكبتها اطراف الصراع في اليمن، حيث تأتي مليشيا الحوثي في مقدمة الأطراف المنتهكة لحقوق المرأة بنسبة 70%، تليها القوات الموالية للشرعية 18%، ثم المجلس الانتقالي بنسبة 5%، وجهات أخرى 7%، من قتل متعمد وإصابات بالغة بحق المدنيات والناشطات، والتي ترقى لمستوى جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية".
وأضافت المنظمة أن الحوثيين شكلوا جهازا أمنيا خاصا بالنساء وظيفته المشاركة في اقتحام المنازل، واعتقال النساء واستدراجهن، وجمع معلومات ميدانية عن الخصوم.
وأكدت "سام" أنها رصدت مواقع لاعتقال وإخفاء النساء شملت أماكن مهجورة تستخدم للتحقيق والتعذيب النفسي، وبيوت مواطنين تم إجبار أصحابها على تركها، وأقسام شرطة تسيطر عليها مليشيا الحوثي.
كما وثقت أسماء شخصيات أمنية ساهمت في ارتكاب جرائم بحق اليمنيات متمثلة في الاعتقال التعسفي، والاخفاء القسري، والتعذيب.
وذكرت "سام"، في تقريرها، أن نساء معتقلات تعرضن للتعذيب الشديد والمعاملة القاسية، مما دفعهن لمحاولة الانتحار.
ودعت "سام" مليشيا الحوثي إلى الإفراج عن جميع النساء السجينات على ذمة قضايا سياسية، والتوقف عن الزج بالمزيد من النساء في السجون، وتحسين ظروف النساء السجينات بينما يتم استكمال إجراءات الإفراج عنهن.
وقالت المنظمة إن يتوجب على مليشيا الحوثي السماح للمنظمات الحقوقية، والنسائية المتخصصة، وناشطي حقوق الإنسان، بالالتقاء بالنساء في السجون والاطلاع على أوضاعهن، والتوقف عن التشهير بالنساء المعتقلات وحذف الفيديوهات المسيئة إليهن.
كما طالبت السلطات الشرعية بالعمل على تعديل بعض القوانين المجحفة بحق المرأة وعلى رأسها المواد المتعلقة بما يسمى "جرائم الشرف"، بما يضمن للمرأة الحفاظ على كرامتها وحقها في الحياة.
وفي ختام تقريرها، أبدت "سام" استعدادها للتعاون مع أية جهة تحتاج إلى معلومات إضافية أو مساعدة في الوصول إلى الشهود، ودعت لجان التحقيق العاملة في الشأن اليمني بمختلف مستوياتها ومسمياتها إلى إجراء تحقيق في الانتهاكات التي طالت المرأة اليمنية بسبب جنسها.