جنيف- أصدرت منظمة "سام للحقوق والحريات" تقريرًا شهريًا يوضح الوضع الحقوقي والإنساني المتدهور في اليمن، مسلطاً الضوء على الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان التي ارتكبتها أطراف النزاع المختلفة، وعلى رأسها جماعة الحوثي، بما في ذلك انتهاكات لحرية الرأي والتعبير، كالاعتقالات التعسفية، ومحاكمة الصحفيين والناشطين، بالإضافة إلى مداهمات المنازل والاختطافات، مؤكدةً أن الوضع الحقوقي والإنساني في اليمن يشهد تدهورًا مستمرًا.
أبرزالقضايا التي تناولها التقرير:
حصار واقتحام حنكة آل مسعود:
سلط التقرير الضوء على الانتهاكات المروعة التي تعرض لها أهالي حنكة آل مسعود، بمديرية القريشية في محافظة البيضاء، حيث فرضت جماعة الحوثي حصارًا خانقًا على الأهالي وهاجمت المنطقة، مما أدى إلى اشتباكات وسقوط جرحى من الطرفين، بالتزامن مع تعزيزات إضافية من الجماعة. كما وصلت حملة عسكرية للحوثيين مدعمة بالدبابات والعربات إلى مديرية القريشية، وفرضت حصارًا على قرية "حنكة آل مسعود" بحجة البحث عن مطلوبين.
ملف الصحفي محمد المياحي:
أشارت المنظمة إلى أن ملف الصحفي محمد المياحي يشهد انتهاكات قانونية صارخة، حيث تم اعتقاله تعسفيًا وإحالته إلى النيابة بتهم تتعلق بعمله الصحفي، قبل أن يتم تمديد حبسه احتياطيًا ورفض إحالة ملفه إلى نيابة الصحافة والمطبوعات. كما نددت المنظمة باستمرار اعتقاله وطالبت بالإفراج الفوري عنه.
وكانت الأجهزة الأمنية التابعة لجماعة الحوثي قد أحالت الصحفي محمد المياحي إلى نيابة ومحكمة الصحافة والمطبوعات بعد اعتقال تعسفي دام قرابة أربعة أشهر بسبب كتاباته الصحفية، وهو ما اعتبرته منظمة سام انتهاكًا للقوانين الوطنية والدولية التي تكفل حرية التعبير.
اعتقال الناشطة سحر الخولاني وأفراد أسرتها:
أعربت المنظمة عن قلقها إزاء استمرار اعتقال الناشطة سحر الخولاني وأفراد أسرتها من قبل جماعة الحوثي، معتبرة ذلك نوعًا من العقاب الجماعي، وأكدت أن الخولاني تعرضت للتضييق وحرمت من حقها في حضور محام، مطالبة بالإفراج الفوري عنها وعن جميع أفراد أسرتها.
يشار إلى أن جماعة الحوثي أحالت الناشطة والإعلامية سحر الخولاني إلى النيابة الجزائية المتخصصة في صنعاء بعد نحو ستة أشهر من اختطافها من منزلها في صنعاء. واعتبرت منظمة سام أن ما تمارسه سلطة مليشيا الحوثي إزاء الناشطة سحر الخولاني وأفراد أسرتها يعد نوعًا من العقاب الجماعي، حيث قامت الجماعة باعتقال شقيقة سحر ووالدتها وأطفالها، بالإضافة إلى اعتقال زوجها بتهم ملفقة وشقيقها بسبب اعتراضه على اعتقالها.
انهيار قطاع التعليم:
تناولت المنظمة في بيان لها بمناسبة اليوم الدولي للتعليم الانهيار المريع الذي يشهده قطاع التعليم في اليمن بسبب الصراع المستمر، حيث وثقت انتهاكات جسيمة بحق المعلمين والطلاب والمؤسسات التعليمية، بما في ذلك حرمان المعلمين من رواتبهم واعتقالهم، وتجنيد الأطفال قسرًا، وتطييف التعليم.
أنشطة منظمة "سام":
أبرز التقرير مشاركة منظمة "سام" في أنشطة حقوقية في جنيف كجزء من تحالف ميثاق العدالة من أجل اليمن، حيث تم التركيز على قضايا حقوق الإنسان في اليمن ومناقشة الانتهاكات مع المجتمع الدولي. تضمنت هذه الأنشطة لقاءات مع مندوبين دوليين ومقررين خاصين للأمم المتحدة، بالإضافة إلى حضور مؤتمر حول الإخفاء القسري وتقديم تقارير للمفوضية السامية لحقوق الإنسان.
تصريحات المنظمة:
وتضمن التقرير تأكيد منظمة سام للحقوق والحريات أن السلام المستدام في اليمن لا يمكن أن يتحقق دون تحقيق العدالة الانتقالية، وشددت على ضرورة إشراك الضحايا في أي عملية سلام. كما صرح رئيس المنظمة بأن التهجير القسري يعد جريمة حرب بموجب القانون الدولي ويتطلب محاكمة مرتكبيها أمام القضاء الدولي، موضحاً أن التهجير القسري هو نوع من أنواع الإبادة الجماعية.